تحشيش على الطرقات

تحشيش على الطرقات

عاهد الدحدل العظامات

نؤمن بالأقدار وأن لا أحد يموت إلا في أجله المسمى، ولا شك لدينا بأن الموت واحد وثمة أسباب تؤدي إليه، ولطالما تكلمنا وإنتقدنا مستوى التردي والتهالك الذي وصلت إليه طرقنا والتي معظمُها لم يعد يصلح للمسير عليه, لكن في المقابل علينا الإعتراف بالإنحدار والإستهتار لا أخلاقي ولا إنساني عند معظم السائقين المتهورين الذين لا يخافون الله في أنفسهم ولا بالآخرين من سالكي الطريق الذي يتخذونه ملهاً لجنونهم وفنونهم عندما يستعرضون الرجولة التفحيطية بكل سماجة ومن ثم يهربون بكل وقاحة وإجرام اذا ما ارتكبوا كارثة بحق أرواح داخل مركبة تسلك الطريق بكل هدوءٍ وآمان.

ليس فقط لأن رجولة الدقائق قد إنتهت، بل لانك تجدهُم إما فاقدي الوعي بسبب ما يتعاطونه من سمٍ يجعلهم يفعلون ما لا يعملون، أو لأنهم مجرمين مطلوبين على ثمة قضايا ولا يمكن أن يأخذوا بأنفسهم إلى التهلكة اذا ما توقفوا وخضعوا للإجراءات في مثل هكذا مواقف... هم في كل أحوالهم مجرمين على الطرقات، يُزهقون الإرواح، ويتسببون بأذى الأجساد والممتلكات ثم يهربون دون أدنى حسٍ بالأنسانية، أصلاً من يفعل مثل هكذا تصرف لا يعرف للإنسانية عنوان ولا يفرق بين الحرام ولا الحلال... هم يشكلون عبئاً على المجتمع وخطر يهدد حياة الانسان صغيراً كان أو كبيراً، وإيقاع أقسى العقوبات على هؤلاء سيُخلصنا بكل تأكيد من شرورهم.

بلا شك أن المخدرات بكل أنواعها وأصنافها قد دمّرت مجتمعاتنا وأفقدت عقول شبابنا وعيُها بعد أن صارت اليوم في متناول من يريدها بكل يُسرٍ وسهولة في إنتشار ملحوظ يدعونا للقلق، وهنا لا بد من الإشادة بالدور الكبير الذي تقوم فيه دائرة مكافحة المخدرات في دحر وكور المُتاجرين والمُهربين والمُتعاطين على إمتداد مساحة الوطن، لكن ما يُفترض القيام فيه اليوم هو أن تُكثف من حملاتها ومداهماتها بشكلٍ أوسع خصوصاً في بعض المناطق التي يتخذها هؤلاء بؤر للتهريب والمتاجرة، ويجب هنا أن يكون التركيز أكثر على الرؤوس الكبيرة التي هي أساس البلاء.

بين الحين والآخر تتوارد أخبار عن مداهمات والقبض على متاجرين في البادية وهذا شيء يجب أن نُباركه ونُشيد فيه، لكن أيضا أتمنى أن تُكثف هذه الحملات في البادية، ذلك لأنها من أوفر المناطق في المملكة التي يمكن أن تجد فيها مخدرات ومتجارين فيها.