فيلدرز والقاضي أوستن والموروث الديني المسيء !
لقد تابعت بتركيز ما يكتبه اليهودي الصهيوني زعيم اليمين المتطرف في هولندا غيرت فيلدرز حول الإسلام " وإسرائيل " والذي حوكم بتهمة التحريض على الكراهية والتمييز العنصري ضد المسلمين .
ولقد أعلن قاضي محكمة أمستردام مارسيل فان أوستن براءة فيلدرز من التهم المسندة إليه ، رغم إصرار القاضي أوستن على محاكمة فيلدرز وإدانته مقابل دعوات لمؤيدي المتصهين ومدعي الدفاع عن حقوق الإنسان ، إلا أن المتصهين استند في دفوعه لدى المحكمة على وثائق وأحاديث عديدة من "موروثنا " الذي تدافع عنه كليات الشريعة وعلمائنا الأجلاء وحركة التكفير في جامعاتنا ودولنا العربية ، التي كرستها حشوا في عقلية الجيل مذاهبنا التي ورثناها من الآباء والأجداد ،وتلقفناها دون تمحيص أو مناقشة وأكسبناها قدسية القران ، بل فاقت القران قدسية لان غالبيتها تنقضها آيات الكتاب المبين ، ويتجه علماؤنا إلى تأويلها بما لا يقبل التأويل ، رغم إساءتها إلى نبينا الكريم " صلى الله عليه وسلم " .
ومن ذلك حديث زواج النبي بعائشة – رضي الله عنها – الذي كتب عنه المتصهين ، حينما كانت تبلغ من العمر 9 سنوات فقط كما تورد الصحاح ، بينما كان – حاشاه الله - يبلغ من العمر 53 عاما ، ولكن في المقابل تدل كل الدلائل التاريخية والقرائن أن ام المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - كانت تبلغ ما بين 18-24 من العمر ، وهو من الأحاديث التي تروع الغرب ويعتمد عليها المتصهين والمعادين للإسلام في مقالاتهم ومعاداتهم ويربطونها بقوانين الطفولة وحقوق الإنسان بشكل مباشر للتحريض على المسلمين ووقف هجرتهم وإنهاء وجودهم ومحاربة فكرة الإسلام كدين يتمدد ويتوسع ويعادي فكرة الديمقراطية الغربية وحقوق الإنسان .
هناك الآلاف من الأحاديث التي تحدث عنها العلج ويحاول إلصاقها بنبينا الكريم – صلى الله عليه واله – على اعتبار أن نقض سيرة الحبيب نقض للإسلام ، ووجدها في موروثنا وللأسف تأخذ قوة القرءان بل وتتجاوزه ويدافع رغم إساءتها لنبينا الكريم عن صحتها العلماء ، وقد نقض بعضها أو كلها نفر من علماؤنا الأجلاء لكن أحدا لا يكترث ولا يجرؤ على إبطالها خوفا من وصمه بأنه سني وشيعي ، فان تحدث فيها سني اتهموه بالتشيع وان تناولها شيعي قالوا تسنن وهكذا دواليك ، فتوقف عنها الجميع خوفا من التهم الجاهزة والإرهاب الفكري الذي يحكم سلوكنا ، ولا زالت كليات الشريعة في عالمنا الإسلامي بمذاهبه كلها لا تناقشها ولا تقترب منها كونها من المحرمات !
وبالمناسبة يثير فيلدرز ألاف القضايا والأحاديث الموجودة في صحاحنا لأنه ينطلق من منطلق أن الإساءة لشخصية النبي هي الأولى لأنه يمثل في سلوكه الدين كامل ويذهب إلى استنباط صفات النبي بالاعتماد على أحاديث من موروثنا المسيء في راجعنا من الصحاح وغيرها وينتقدها !
يتغافل المتصهين عن فظاعات وخطر الصهيونية وجرائمها وفظائعها وتحريض كتبهم ومراجعهم الدينية التي تدعو إلى إبادة البشر وسواد اليهود والصهيونية كما يسكت عن فضائع ترتكبها إسرائيل بحق البشرية .
وتقع على عاتقنا كأمة الإسلام إعادة كتابة التاريخ ومحاكمة الموروث وفتح الباب على مصراعيه للمناقشة بعيدا عن الاتهامات والإسفاف والسخافات المنتشرة في مستنقع الفضائيات
التي تتاطر في أطار دعم الفرقة والخلاف بين أتباع المذاهب الإسلامية فقط ولا تخدم سوى السياسة والضلالة والأعداء !