رسالة واضحة للجميع

ثمة سر خاص ومودة راسخة للهاشميين مع الناس عامة والأردنيين خاصة ومع من يلتقي ويتبادل معهم الحديث ، وثمة أدب ورقي مميز ؛ لم نسمع يوما وعلى الرغم من سيل الحروب الكلامية أن هاشميا نطق بإساءة او كلام جارح بل على العكس ديدنهم في ذلك من خاطبه االله في القران العظيم وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ الرحمة وسيد الاخلاق وصفي االله الذي خاطبه بقوله: فَبِمَا رَحْمَةٍ خُلُقٍ عَظِيمٍ ، 68 سورة القلم صلوات االله عليه وسلامه نبي مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159(سورة ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ال عمران... هذه هي المدرسة المحمدية والتي يمشي على نهجها الهواشم وعمداء ال البيت. نراجع معا سيرة الراحل الملك حسين رحمه االله ونتعلم من خطابه الكثير من قيم التواضع والخلق الرفيع والتودد الى الناس ، وكذلك مع خطاب جلالة سيدنا الملك عبد االله عميد آل البيت وقائد الوطن ، يلمح بوضوح ويرسل الرسائل بأدب جم ولا يلقي بالا إلا للحق ويدافع عن فكره ويتحمل الكثير ، وما ان نسمع رسائل سيدنا حتى نشعر بحجم الضغط والمسؤولية الملقاة على عاتقه لتحمل أعباء الوطن والأمة والكثير من الهموم والتحديات والتي غالبا ما صرح جلالة سيدنا أنها السبيل الوحيد للارتقاء بالأردن إلى الأفضل دوما. أمس الأول أرسل رب البيت رسالة واضحة للجميع والمرجو أن نسمعها بوعي كامل بعيدا عما يقال عنا وعن كل التفاصيل هو الملك المرجع وعندما يتحدث يقطع الطريق على كل متهاون في الدفاع عن الأردن والمستقبل والأجيال القادمة. الحرب على الأردن صريحة؛ يريدون لنا الفشل والضعف ويحلمون من زمن بتردي الأوضاع في الأردن ومن فترة لأخرى يبثون سمومهم والكثير من القصص والحكايات وإثارة الفتن وتلفيق الأخبار الكاذبة والإشاعات. رسالة سيدنا واضحة: هذا هو الواقع وهذا ما علينا عمله وتلك هي التضحيات والتحديات ومن يحب الأردن عليه العمل لأجله بكل صدق وانتماء. القرب من جلالة سيدنا يضع الجميع على محكات عديدة للشعور مع قائد مسيرة وراعي امة ومسؤول يتابع عن قرب بوجدان الهاشميين النقي. كان االله في عون سيدنا على ما يتحمله وتحديدا الان مع ما يحاك ويدبر للأردن العصي على كل الصعاب والمؤمن بان هذا قدره ومن المحال إلا الايمان بما كتبه المولى وقدره علينا عن دون العالم. القرب من سيدنا ورسائله هو المطلوب الآن لبث روح الأمل حين نسمع حديث الملك الجلي في اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة عن خيار الحل السليم للدولتين وعن إصرار الأردن بالتعهدات الأخلاقية قبل السياسية للقضية الفلسطينية والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها والتي ليس لها إلا عميد آل البيت وسيدها امام الجميع. ما يؤذينا ما يمس الأردن ويتطاول على ما أنجز ويحاول بفساده ضرب بنية المجتمع وإشاعة السلبية وهدم البناء على رؤوسنا مهما كلف الأمر من اعتداء وتطاول على هيبة الدولة والرموز الوطنية فيها وكم كانت رسالة الملك واضحة ومباشرة: لا احد فوق القانون وضرب أمثلة لذلك من الواقع الذي نتعرض له والذي علينا مواجهته وليس التستر عليه بأي شكل من الأشكال ؛ الكل أمام الملك سواء والمعيار من يعمل أكثر وأكثر للأردن بعيدا عن المزايدة وتحميل الجميل. أرسل سيدنا الرسالة في اكثر من مناسبة عبر الأوراق النقاشية ومن قبل عبر كتابه: فرصتنا الأخيرة: السعي نحو السلام في زمن الخطر والذي صدر باللغة الانجليزية عام 2011 وترجم الى ثمان لغات عالمية l وبين الحديث الخاص والعام حدد جلالة الملك عبد االله الفرصة في خضم الصراع والتي لن تحقق نتائج مناسبة ما لم تمر عملية السلام بحل الدولتين والسيادة الكاملة لحقوق الشعب الفلسطيني على ترابه الوطني. لم نعهد من الهاشميين سوى الوضوح وسعة الصدر والتسامح والصفح والقدوة لأخلاقهم الدائمة التي هي مدعاة فخر واعتزاز على مر سنوات بناء الأردن الغالي علينا أيضا. في حضور رب البيت وعند اجتماعه معنا، نتفق على محبته فقط والأردن لا غير. والشعور بالأمن والأمان والتفاؤل بما هو قادم فالرسالة واضحة للجميع: هو الأردن فوق كل الأخطار والتحديات