الدبابات السورية تقصف دير الزور وتقتحم معرة النعمان

 

واشنطـن  تحمّـل أنقـرة رسالـة  شديـدة اللهجة إلى دمشـق
قال سكان إن دبابات سورية قصفت  مدينة دير الزور في شرق البلاد معقل القبائل السنية لليوم الثاني  امس  في تصعيد لحملة العنف ضد المحتجين  .
ودخلت  دبابات وجنود سوريين  مدينة دير الزور السنية في شرق البلاد في تصعيد آخر ضد الانتفاضة  المستمرة منذ خمسة اشهر ضد حكم أسرة الأسد المستمر منذ 41 عاما .
    وأبلغ احد السكان ويدعى محمد رويترز عبر الهاتف ان ضاحية الحويقة  تعرضت لقصف عنيف من مركبات مدرعة وان المستشفيات الخاصة مغلقة وأن  الناس يخشون نقل المصابين للمنشآت الحكومية لانها تعج بالشرطة السرية.
        ونفت الحكومة السورية وقوع هجوم في دير الزور. وذكرت الوكالة العربية  السورية للأنباء (سانا) إن دير الزور لم تدخلها دبابة واحدة ووصفت  التقارير عن وجود دبابات في المدينة بأنها من عمل قنوات تلفزيونية  فضائية محرضة.
  وقالت الناشطة سهير الاتاسي عضو الاتحاد في اتصال هاتفي مع رويترز  من دمشق إن أعداد القتلى والجرحى تتزايد ساعة بساعة.
 وقال ناشط آخر ان هجوم دير الزور قد يمثل نقطة التحول حيث  سيواجه القمع بنتائج عكسية وسيبدأ الشعب في حمل السلاح ضد النظام.
 كما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان اربعة قتلى هم سيدتان احداهما مع ابنيها سقطوا امس برصاص قوات الامن في دير الزور .
      وقال المرصد نقلا عن ناشطين ان «سيدة واثنين من ابنائها كانوا يبحثون عن ملاذ امن فارقوا الحياة عندما اطلقت عليهم دورية امنية الرصاص الحي صباح  امس  في حي الحويقة».
      كما تحدث عن «استشهاد امراة في حي الجورة برصاص اطلقته قوات الامن».
      واضاف الناشطون ان «الاجهزة الامنية بدات حملة مداهمات واعتقالات بمنطقة الوادي بحي الجورةالواقع غرب المدينة»، موضحا ان «الحملة اسفرت عن اعتقال 34 شخصا حتى الان».
      وفي محافظة ادلب، قال المرصد ان «دبابات وناقلات جند مدرعة كانت متمركزة شرق المدينة منذ اكثر من شهر اقتحمت مدينة معرة النعمان  ورافقتها قوات امنية بدأت بتنفيذ حملة اعتقالات واسعة مازالت مستمرة واسفرت عن اعتقال العشرات حتى الان».
وفي حمص  خرجت بعد صلاة التراويح تظاهرات. وقال المرصد ان «قوات الامن قامت باطلاق الرصاص بشكل مباشر على المتظاهرين ما ادى الى سقوط جريح على الاقل».
من جانبه قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان  ان وزير  خارجيته احمد داود اوغلو سيزور دمشق اليوم .
وقال اردوغان ان وزير خارجيته سيسلم «رسالة حاسمة» مما دفع  مستشارة الرئيس الاسد لوصف البيان التركي بأنه غير متوازن.
        وقالت الخارجية الاميركية ان هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية تحدثت  مع وزير الخارجية التركي الاحد وطلبت منه «دعم» موقف واشنطن  المطالب بان تعيد سوريا قواتها الى ثكناتها وتفرج عن السجناء.
الى ذلك  قال وزير الخارجية الكويتي الشيخ  محمد السالم الصباح امس إن الكويت استدعت سفيرها لدى سوريا  مضيفا أن وزراء خارجية دول الخليج العربية سيجتمعون قريبا لمناقشة  العنف غير المقبول تماما ضد المحتجين السوريين.
كما استدعت البحرين سفيرها في دمشق «للتشاور» حسبما صرح وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن حمد ال خليفة امس .
      وقال بيان للشيخ خالد على صفحته على تويتر ان «البحرين تستدعي سفيرها في دمشق للتشاور، وقد ناشدت العودة الى الرشد».
من ناحيته  قال نبيل العربي الأمين العام  لجامعة الدول العربية امس  إنه سيلجأ إلى الإقناع بدلا من  «الإجراءات الجذرية» للمطالبة بإنهاء العنف في سوريا .
        وصرح العربي للصحفيين  عن الإجراءات الملموسة التي  ستتخذها الجامعة العربية وما إذا كانت هناك خطوات ستتخذ لتعليق  عضوية سوريا «لا تتوقعوا إجراءات جذرية بل إقناعا خطوة خطوة لحل  الصراع.»
وقال شيخ الازهر احمد الطيب في بيان اصدره امس ان «الامر جاوز الحد» في سوريا ولا بد من «وضع حد لهذه المأساة».
واكد الطيب، الذي يترأس اكبر مؤسسة سنية في العالم الاسلامي، ان «الازهر الذي صبر طويلا وتجنب الحديث عن الحالة السورية نظرا لحساسيتها في الحراك العربي الراهن، يشعر بان من حق الشعب السوري عليه ان يعلن الازهر وبكل وضوح ان الامر قد جاوز الحد وانه لا مفر من وضع حد لهذه المأساة العربية الاسلامية». وقال انه «يطالب القيادة السورية بان تعمل فورا على وقف اراقة الدماء وعلى الاستجابة للمطالب المشروعة للجماهير السورية، استجابة صادقة واضحة ناضرة».
 على صعيد متصل  قال كريستوف شتيجمانز المتحدث باسم  الحكومة الألمانية امس إن الرئيس السوري بشار الأسد سيفقد  شرعيته في الحكم إذا لم ينه القمع العسكري للمحتجين المدنيين.
كما دعا مسؤول في حزب المستشارة الالمانية انغيلا ميركل امس  لمقاطعة دولية لصادرات سوريا من النفط والغاز للضغط على دمشق لنبذ العنف في تعاملها مع المحتجين.
من جانبها دعت فرنسا امس الى مرحلة «انتقالية ديموقراطية» في سوريا معتبرة ان «زمن تهرب السلطات السورية من العقاب قد ولى» وذلك بعد «استمرار الانتهاكات الكثيفة لحقوق الانسان».
واعلنت مصادر دبلوماسية امس  ان الاتحاد الاوروبي يدرس فرض عقوبات جديدة على سوريا بعد منع منح تأشيرات وتجميد ودائع حوالى اربعين شخصية وشركة قريبة من النظام.
      وقال دبلوماسي اوروبي لوكالة فرانس برس ان المكتب الدبلوماسي الاوروبي كلف اعداد «لائحة من الخيارات للذهاب ابعد من ما هو مطبق حاليا» بحلول ايلول بينما يدرس توسيع العقوبات القائمة لتشمل مزيدا من الافراد  والشركات.