هل نحيا الى...

 

 


على ذمة الصحفي الكبير (حجما وقدرا) مصطفى أمين، فقد رأى ونستون تشرتشل رئيس وزراء بريطانيا وبطلها في حربين عالميتين واقفا في الصف أمام دار سينما في لندن . وعندما شاهده من يسبقونه -والكلام ما يزال على ذمة المرحوم أبو صطيف- فتحوا له الطريق ليتقدم إلى الصف الأول، لكن تشرتشل رفض، وأصر على ان يقف في الصف منتظرا دوره!!!.

أما أنا، فعلى ذمتي أقول لكم ان زعيما عربيا ولو بعشر قيمة وقدر تشرتشل -إذا افترضنا ان هناك من يعادل هذه القيمة- لن يفكر أصلا بالوقوف على الطابور، بل يرسل أعوانه قبل أيام ليصادروا قاعة السينما بأكملها لمدة شهر حتى يشاهد الزعيم فيلمه المفضل في أي وقت ، طبعا مصادرة الشهر لأسباب أمنية «حتى لا يستطيع أعداء الوطن استغلال الفرصة ومحاولة اغتيال روح الأمة الملهمة الممثلة بالزعيم (طبعا)».

بالتأكيد فإن رواد السينما مع تشيرتشل ارتفعت قيمته لديهم،، فهو يلتزم بالدور مثله مثل غيره ولم يترفع على المواطنين بل اعتبر نفسه واحدا منهم مهما قدم لأمته وشعبة من خدمات.

ترى.. هل نحيا ونعيش لنرى زعماء أو حتى مجرد وزراء عرب يصفون على الطابور؟؟

ترى.. هل يحيا ويعيش أولادنا ليشهدوا مثيلا عربيا لهذه الحادثة التي حصلت في بريطانيا ربما في نهاية الأربعينيات وبداية الخمسينيات؟؟

ترى.. هل يحيا ويعيش أحفادنا أو أحفاد أحفادنا ليشهدوا مثل هذه الحادثة التي لم يلتفت إلى أهميتها سوى مواطن عربي، لأنها هناك تعتبر حدثا عاديا وطبيعيا.. غير الطبيعي كان ان يقبل تشيرتشل تفضيله على الدور.

ترى.. هل نحيا ونعيش نحن أصلا؟؟.



ghishan@gmail.com