عندما يذبح الوطن على مذبح الاصلاح
من المؤلم جدا ان تتحول مطالبنا بالاصلاح وبالحرية ومكافحة الفساد الى عملية ذبح للوطن بطريقه ممنهجه وتشويه صورته وتدمير منجزاته التي بنيت بعرق وجهد ابنائه على مدار عشرات السنين من حيث ندري او لا ندري .
وما نراه اليوم على الساحه الاردنية من حراك شعبي وشبابي وعشرات المسيرات والاعتصامات وولادة العديد من الحركات الشبابيه باسماء عديده لا تمت لواقعنا الاردني ولا لمجتمعنا الطيب باي صله بقدر ما هي تقليد اعمى لغيرنا بحيث ان استمرار هؤلاء على نفس النهج سيوصلنا الى حالة عدم استقرار وهم بالمناسبة نفس الاشخاص الذين يخرجون كل يوم جمعه ويطرحون نفس الشعارات لا شيء جديد بحيث فقدت هذه المسيرات وهذا الحراك رونقه وجماله وهيبته واصاب الناس الملل لكثرة تكرارها عداك عن قطع ارزاق خلق الله من التجار واصحاب البسطات الذين ينتظرون يوم الجمعه بفارق الصبر لازدياد حركة البيع والشراء والبحث عن لقمة العيش في هذا الزمن الصعب فكما ان لهؤلاء الحق بالخروج بمسيرة واعتصام وبالتعبير عن ارائهم باعتبارها حق دستوري لهم كذلك لتلك الفئه من التجار الحق في البيع والشراء وتأمين لقمة العيش لاولادهم.
الهجوم المنظم والممنهج من قبل بعض الاشخاص والاحزاب وكتاب المقالات ومراسلي الفضائيات على الاجهزه الامنية بكافة صنوفها ومحاولة تشويه صورتها البيضاء الناصعه كبياض الثلج واطلاق الاتهامات العديده والالقاب المسيئه على افرادها حيث تخطى احد الاحزاب كل الاعراف والتقاليد والاخلاق عندما وصف قوات الامن بالبلطجيه وقد تناسى هؤلاء ان لولا دور هذه الاجهزه والجهد الكبير الذي يبذله افرادها لما استطاع احد ان يخرج بمسيرة او اعتصام وقد رأينا عندما هاجم اصحاب البسطات في وسط البلد احدى المسيرات كيف استغاث منظموا المسيرة برجال الامن لحمايتهم من بطش هؤلاء الاشخاص وفي الجمعه التي تلتها احاط رجال الامن كالسوار حول المعصم على المشاركين في المسيره لحمايتهم وتوفير الاجواء المناسبه للتعبير عن ارائهم بحرية دون خوف من احد ، وقد جلب انتباهي وانا اطالع احدى الصحف اليومية صورة لاحدى المسيرات رفعت فيها يافطه كتب عليها ( الاجهزه الامنية العدو للحرية والديمقراطيه ) الايعتبر ذلك ذبحا للوطن ؟
التركيز الشديد من قبل وسائل الاعلام المختلفه على الفساد في صبيحة كل يوم وبهذه الطريقه تعطي انطباعا سيئا" عن الاردن وان الوضع خطير جدا والدوله على حافة الانهيار وان الفساد مستشري بها وليس لها القدرة على علاجه مما يؤدي الى هروب المستثمرين باموالهم خارج البلد خوفا عليها حتى ان من يفكر بالاستثمار في الاردن قد يتراجع عن تفكيره من هول ما يسمع وحتى مع وجود بعض بؤر الفساد هنا وهناك الا ان الوضع ليس بهذا السؤ فالفساد موجود ولا احد ينكر ذلك ولكن ليس بهذا الحجم والسؤ وان القوانين الاردنية والتشريعات والاجراءات الحكومية وتصميمها على مكافحة الفساد كل ذلك سيساهم في القضاء عليه وكما ان هناك مناطق مظلمه يوجد ايضا مناطق مضيئه .
ما طالعتنا به بعض وسائل الاعلام عن وجود ما يسمى المعارضه الاردنية بالخارج والبيانات الصادره منهم حول الاردن ونظامه السياسي والاساءه البالغه للوطن وقيادته من اشخاص اختاروا الطريق والمنهج الغلط وهل هناك داعي لوجود معارضه بالخارج ما دام ان المعارضه بالداخل تصول وتجول وتتحدث بما تشاء دون ان نسمع او نرى عن اعتقالات او اعدامات لهؤلاء وهذا بالمناسبة ليس جديدا على الاردن فالمعارضه موجوده لدينا منذ سنوات عديده تتحدث من داخل الوطن حتى من حاول الانقلاب على الحكم لم يعدم واستلم بعدها ارفع المناصب لان نظامنا ليس دمويا ولا يقبل ان تسال الدماء الاردنية على ارضه، الا يعتبر سلوك هؤلاء الاشخاص ذبحا للوطن وخيانة عظمى من اجل الاصلاح هذا الهدف الظاهر ولكن ما خفي اعظم الم ينظم هؤلاء الى سماسرة الدولارات والجلوس مع اعداء الوطن على طاولة الخيانه تحت مسمى الاصلاح وحقوق الانسان كما فعل غيرهم من المعارضه العربية ولنا في المعارضه العراقية خير مثل عندما دخلوا اوطانهم على ظهور دبابات الاحتلال رافعي الرأس والفرحه تعلوا وجوههم بعد ان دمر المحتل ارضهم وشرد شعبهم واغتصب نسائهم وسرعان ما انقلبت الصوره حيث تخلى عنهم المحتل باصعب الظروف بعد ان تحققت الامنيات ونفذت الخطط على اكمل وجه واصبحوا الان في مزابل التاريخ يواجهون نفس المصير .
رفض الحوار مع الحكومه ومع ابناء الوطن على صيغة لا غالب ولا مغلوب او فرض الرأي بالقوة ورفض المشاركه بلجنة الحوار الوطني ورفض مخرجات اللجنة والمعارضه لاجل المعارضه وطعن الوطن من خاصرته والاساءه اليه ولنظامه ولاجهزته الامنية وقواته المسلحه والجلوس للحوار مع الامريكان والفرنسيين اعداء الامس لاشباع رغبة حب السلطه حتى لو كان ذلك على حساب الوطن والشعب الا يعتبر ذلك ذبحا للوطن.
من يساهم بذبح الوطن هم ابنائه الذين ولدوا من رحم الوطن الواحد وعاشوا حلاوة الحياة ونكدها اكلوا وشربوا ولعبوا على ارضهثم تفرقوا يمينا وشمالا وسار كل واحد في طريقه حقا انها مأساه افجع من الفجيعه ان نذبح الوطن ونخونه من اجل حفنة دراهم او رغبتا بالسلطه او اثباتا للوجود او من اجل شهوة التسلط والتفرد وما تدره من درر نفيسه تتعدى حدود الوطن ومصالحه ، وتبقى الخيانة والوطنية نقيضان لا يلتقيان ويصبح الوطن مجرد سلعه تباع وتشترى في اسواق العالم وداخل غرف اللقاءات مع اعداء الامس اصدقاء اليوم مع الشيطان الاكبر بالامس والملاك الحارس اليوم تختلف المفاهيم والافكار والاتجاهات تبعا للمصالح ويبقى الوطن الذبيح يستنجد بابنائه البرره المخلصين الذين لم ولن يبيعوه باموال الدنيا كلها يرضون اكل خبز الشعير وشربة ماء والنوم على ترابه الطهور على خيانة الام الحنون.