ما بين زغلول والرزاز

فلم آن اوانها وحان موعد قطافها هلل القوم وهم ينظرون الى الجبل كيف يتمخض واذ به يلد فـأرا، وسبق ان كان وعدا بميلاد جديد تكشف انه ليس سعدا وها هو الرئيس يقدم الحلوان للاردنيين بمقدار فلسين. وعلم الناس طوال الوقت ان الف الف يوم لا تكفي فكيف لمئة ان ترفع الزير من البئر، ومع ذلك صدقوا قسرا وطلب منهم الانتظار وهم يفعلون ذلك منذ حل اول رئيس في عهد المملكة الرابعة وقد ذهب وحل بعده من حل وكانوا كلهم قوما تابعين وليسوا من التابعين والله لا يغير ما بقوم ليس فيهم اساسا نفس لكي تتغير، وتأكد الان اكثر ان زغلول كان على حق وصفية ما زالت تغطي وليس لدى الرزاز ما يكفي ليقول ان سعد كان على حق وانه ليس من فائدة ترتجى مذ ذاك والى اليوم ايضا.

وهو لم يخن العهد كما يمكن للبعض ان يظن ولا تخلى عن هواه، وكثر الذين لم يصدقوا فيه قولا لكن الخشية من حسن الظن تسود الآن اكثر، والرئيس مكره وليس بطلا، وهو بهذا فقط لم يعد معلما او ان من حقه ان يطلب من غير قتيبة ان لا يهاجر، وقد غرد احدهم امس ان الرزاز كما المصري ليس فاسدا فبماذا يمكن ان يفيد ذلك والامر مجرب مع فاسدين ونظيفين بنتائج متساوية لجهة الذهاب نحو الهاوية اكثر فأكثر.
امس الاثنين عند التاسعة صباحا تصادف اني اقود سيارتي الاثرية عند تقاطع الشميساني، وكنت مباشرة امام موكب الرئيس بسيارته ذات الرقم واحد بموكب مرافقة من سيارتين أخريين فما كان ممن في السيارة المتقدمة خلفي تماما سوى ان ينهرني لأفسح الطريق وقد فعلت منعطفا نحو الدوار الثالث، فيما ذهب الموكب نحو الرابع، وعلمت حينها ان وقت الرئيس اثمن من ان يتعطل في الطريق بضع ثوان ولكن لم اعرف السر لم الرؤساء يسرعون دائما طالما يعطبون اكثر مما يصلحون.