ترويض الضَّبع


زمان..
كان الناس يتسلون بالاكاذيب لاظهار البطولات ( الوهمية). وكان الجد يجلس مع حفيده بحجة منحه ( كوب حنان ) ، ويأخذ ( باستعراض) أمجاده وبطولاته في وقت لا يستطيع الحفيد (دحض او معرفة صحة او صدق مقولة جده)، وبخاصة اذا كان يجلس في حُضنه. فالنتيجة معروفة سلفا وهي ( لطشة كفّ ) او طرده من نعيمه وحرمانه من حبّة ملبّس.
كنت احد هؤلاء الاطفال.. ( الضحايا ).
انا دايماً « ضحية»
وذات مرة ألقى جدّي (عليّ القبض) وحشرني في بيته الذي لسوء حظي كان مُقابلا لبيتنا في «مُخيم اربد «. وكان شغله الشاغل مُراقبتنا و(معاقبتنا ) ان فعلنا ما لا يعجبه.
( اصطادني) ووعدني بحبة ملبّس وانا طول عمري ضعيف امام الحلوى و» الحِلوات». وطوّقني بذراعيه وأخذ يقص عليّ حكاياته القديمة. ومنها انه ذات يوم جاءه (ضبع ) يعني « وحْشْ مفترس»، وحاول الفتك به. لكن جدّي « اخترع» حيلة وخطة (جهنمية) فمال على الضبع وهمس في اذنه ( شو رأيك احمّمك ، ريحتك وسخة).
وعلى الفور وافق الحيوان ( الرّقيق)، على (أخذ الدوش).
وطلب منه جدي السير معه نحو الشجرة القريبة من البيت ـ بيت جدي ـ .
ويبدو ان الضبع كان ( غبيّا ً ) و ( أهبلا) فاستسلم لرغبة جدي وسار امامه مثل « حمل وديع «.
وما ان وصلا الشجرة ، حتى اقترب جدي من الضبع وحسّس على جسده، وعلى رأي عادل إمام « أحسّس واعتذر»، وقال له : استناني اجيب ( الشامبو) والليفة عشان احممك.
باعتبار ايام سيدي كان فيه « شامبو «...
برضه، ظل الضبع» الاهبل» في الانتظار. وبعد ثوان جاء جدي ومعه (ابريق مليء بالكاز ) وصعد الى أعلى الشجرة وأخذ يدلق الكاز على جسم الحيوان المستسلم لمصيره.
وحين ارتعش الضبع من برودة الكاز، قال له جدي الان سوف ادفّيك وافرك لك ظهرك.
وعلى الفور أشعل ( القدّاحة) والقاها عليه وقال يا « فكيك». وفرّ هاربا تاركا الضبع يترنّح ويقفز والنار تشتعل في جسده الضخم.
طبعا ما صدقتوا القصة .
ولا انا طبعا .
لكنها مُسلية مثل القصص التي نسمعها هذه الايام من بعض السياسيين.
هل ثمة فَرق.
لا أظن،..!!