لعزف على وتر الإقليمية والفئوية لن يجدي نفعاً !!

 

العزف على وتر الإقليمية والفئوية لن يجدي نفعاً !!
..اثار البعض ردودا غريبة منددة بحراك بسيط نفذته مجموعة من شباب مخيم الوحدات مساء السبت الماضي  بعد صلاة التراويح يطالب بالاصلاح ، واعتبر البعض لحسن النية او سؤها ، ان ذلك يمثل بداية فتنة !!
 ولا ادري ما هي الفتنة التي تثار إن تحرك ابناء الوطن سواء أكانوا في مخيمات أوقرى أو بادية  ، فالكل يعاني من اوضاع البلاد المترهله ، والكل ضاق مرارة التهميش والإقصاء ، والكل حريص على الاردن الذي تعد له مخططات خطيرة  ، والكل يدرك ما وصلت اليه البلاد من ضعف بسبب ممارسات النظام وسلطة التحالف البغيض من شلل وعائلات فاسدة  ورموز حكم بغيظه  ملتها الناس وما نفذته من مشاريع بيع مقدرات الوطن ومؤسساته الإقتصادية التي كانت عماد اقتصادنا وثروتنا التي حبانا الله بها ، فتسلط عليها ثلة من الفاسدين ونهبوا قيمتها الحقيقية وحصلوا على السمسرة  وبيعت بثمن بخس كان يمكن لأية مؤسسة مالية او استثمارية محلية تقدمت لشراءها ان تدفع اضعاف ما دفع .، كذلك حذرت اوساط سياسية واعلامية من مغبة التلاعب بورقة ابناء المخيمات ، وحذرت ابناء المخيمات انفسهم من الجري وراء تلك الألاعيب الهادفة لاثارة الفتن على حساب اهالي المخيمات .
ماذا يعني لو تحرك ابناء الوطن في المخيمات للمطالبة بالإصلاح !   فأن كانت البلاد تعنيهم ، وهي كذلك  ، فعليهم المطالبة والخروج والتوقف عن الحياد ، ام أن البعض لازال يعتقد أن ابناء المخيمات يعيشون تحت وصاية  وحواجز  وكيبوتسات كالتي تعيشها الأقليات العرقية المهاجرة في الغرب ! إنهم ابناء وطن ، لهم ما لنا وعليهم ما علينا ، وإن كنا نتفهم في الماضي ضعف حراكهم خشية إتهامهم بالعمل وفق اجندة خارجية حمساوية او فتحاويه ، فأن تلك الحجج لم تعد تلقى صدى الشعب الاردني ، وان إلاعتقاد بتأثير تلك التحركات التي قد تنطلق من المخيمات ستحرك ابناء العشائر  بشكل سلبي والوقوف ضدها كما كانت تدار اللعبه في السابق ،  فذلك بات من الماضي ، لأن كل من على الارض هنا  يعاني ، ومن حق الجميع ان يدافع عن حياته وكرامته واستقراره ومستقبل اولاده التي يسرقها القلة من مجرمي الوطن  ، ولم يعد للنظام مصداقية تذكر  طالما انه يماطل في إجراء الإصلاح المنشود وتحقيق العدالة الاجتماعية  والحرص على الوطن من مؤامرات تخطط له ، فمن يقوم بتلك الاعمال لا يدرك بعد سيكولوجية الجماهير وتعاطيها مع الاحداث ، وقدرتها على التمييز بين الغث والسمين  ، ومن هنا فأن استمرار تعميد النظام باثارة الفتن واستغلال المسأله الإقليمية لتحقيق اهدافه لا يبتعد كثيرا عمن يعمد نظامه بالدم والقتل كما يجري في بعض الدول ، بل ان اللعب على هذا الوتر اخطر بكثير من اثارة الفتن لأنها تستهدف الجميع دون استثناء . .
من اراد العزف على وتر الإقليمية  فليبدلها بلعبة اخرى ، ومن يريد ان يحرك ابناء المخيمات بقرار وتنظيم تديره  بعض الإجهزة لتحقيق غايات إثارة الفتنة والحد من الحراك الشعبي بهدف إستنهاض ابناء العشائر وتخويفهم من اي تحرك داخل المخيمات على غرار تخويفهم من الحركات الأسلامية بات أمرا مزعجا ومضحكا بآن واحد  ، وليعلم ان اللعبه الإقليمية قد انتهت ، وعليه تحسين ظروف الناس وتسريع وتيرة الاصلاح ومحاكمة الفاسدين ، وليعلم كل العلم ان الحراك الشعبي ينتظر مشاركة الاشقاء في كل مخيم وكل تجمع داخل الوطن لدعم الحراك وزيادة الضغط على النظام لإجراء الإصلاح المعطل بقرار سيادي ومع سبق الاصرار والترصد !
ان تحريك المخيمات لم يعد يثير لدى الناس وابناء العشائر خاصة خوف وقلق طالما كنا نعتقد به جراء نشاط التعبئة الاقليمية التي يبدع النظام بها وعلى أساسها استمر وعاش   ، ولم تعد تلك الاسطوانه تنجح في تأدية الغرض والهدف المخطط له ، بل إن حراك ابناء الوحدات مساء السبت الماضي سوا أكان مبرمج ومعد له من قبل البعض بهدف التأثير على الحراك الشعبي او كان عفويا كأي حراك داخل الوطن ،  فقد لاقى الترحيب والتهليل من قبل ابناء الوطن عموما ولم يثر في الناس الخوف من تحرك ابناء المخيمات الذين توافقوا  وبإحماع واضح على ضرورة حماية الوطن وصون ترابه  ومحاربة الترهل والفساد الذي تعيشه البلاد ، لأن الفساد يستهدف الجميع ،والإصلاح مطلب الجميع .
كذلك ، تحاول الأجهزة واعضاء الحكومة التواصل مع شخصيات ورموز رسمية او قريبة للحكم  عملت في اجهزة الدولة  لا علاقة ولا تأثير لها بالحراك في مختلف المحافظات  ، متجاهلة تلك الاجهزة  بقصد غير مفهوم قادة الحراك والنشطاء  الفعليين وخاصة في محافظات الجنوب ، اذ تعمل تلك الأجهزة على التواصل مع بعض رموز ابناء المحافظات ممن لا تأثير ولا رأي ولا نفوذ ولا سلطة لهم على الناس ،  ويقبع بعضهم في قائمة الذين أفسدوا ونهبوا اموال البلاد ،  فلا حاجة للنظام والسلطة وخاصة الديوان الملكي الذي يدير بشكل غير واع تلك الإتصالات منذ أشهر دون ادنى نتيجه ، بل وتؤدي في الغالب الى رفض اللقاء مع تلك الشخصيات والتنديد بنشاطها المنفصل عن الحراك وقادته او التشاور معه وهذا قد حصل مع اكثر من تجمع إصلاحي  ، مما يشير الى فشل تلك السياسة المبتورة  ، ولن تثر تلك السياسة  إلا الاستياء والسخط والرفض من ققبل الناس كافة ، ولم تعمل على اثارة الفتن والتناحر والخلاف بين ابناء الحراك كما كان يعد لها ،  ومن هنا ، فأن التواصل واللقاء يجب ان يتم مع جميع  ابناء الحراك ورموزه وقادته في مختلف المحافظات ، وان تدار اللقاءات كما اشار ابناء محافظة الطفيلة والتجمع الإصلاحي لأبناء عشائر حي الطفايله في عمان الذين رفضوا تلك اللقاءات الفردية بعيدا عن رموز الحراك في كافة المحافظات  وبشكل واسع دون استثناء أحد ، لأن محافظة او تجمع واحد لن يمثل الجميع او يتحدث بأسمها ،  ولا داع  لسياسة التفرد بكل تجمع اوالتسلل خلف الحراك لتحقيق الغاية المنشودة ، لأن الجميع متفق على وحدة اللقاء ووحدة المطالب .
يبدو ان النظام لم يمل المحاولات الرامية لتطويع الحراك الشعبي  ، وبات يستخدم كل انواع الأسلحة والأدوات المحرمة لاثارة الفتن الاقليمية  بين ابناء الوطن من حهة  ، والفئوية من جهة أخرى  لضرب ابناء المحافظات بعضهم ببعض لتحقيق غاياته ، وعليه ان يريح نفسه من عناء المحاولات التي لن تؤدي لتحقيق اهدافه ، وعلى النظام الدعوة الى مؤتمر وطني عام بمشاركة قادة ورموز الحركة الوطنية بكافة ألوانها  ، وكذلك مشاركة  رموز الحراك الشعبي وقادة العمل الوطني دون استثناء ، هذا ان كان النظام جادا في إشراك المواطنين والخروج من الأزمة التي يعاني منها الوطن قبل ان تستفحل الأمور وتتعاظم المواجهات ، فحينها سيكون الشعب هو المنتصر والنظام هو الخاسر .