الدكتور رحيل الغرايبة ... الخيار الثاني ... تغيير النظام

بقلم الدكتور حسين عمر توقه باحث في الدراسات الإستراتيجية والأمن القومي
الغالبية الصامتة تقول " نحن مع كل نقطة وكل حرف وكل كلمة وكل آية وكل سورة وردت في القرآن الكريم "
 في يوم الأربعاء الموافق  23/3/2011  نشرت صحيفة الجارديان البريطانية  مقالا تحت عنوان

 " JORDAN IS RIPE FOR REFORM "
 ولقد استوقفتني فقرة معينة في هذا المقال وإنني أنشرها كما جاءت باللغة الإنجليزية حرفياً ويمكن قراءة المقال على  الموقع التالي
http://www.guardian.co.uk/commentisfree/2011/mar/23.jordan-refform-revolution
Jordan is now facing two options. The first is a voluntary transition to democracy, which would enable the Jordanian people to directly  choose, take control of and, if necessary, overthrow governments freely. The  second option, in the case of  a lack of voluntary  pre-emptive response from the  current regime, is to change the regime and move towards new democratic rule.
وإنني وكأي مسلم ومواطن أردني أرجو أن يكون ما جاء في هذا المقال إنما هو انعكاس لرأي شخصي للدكتور رحيل الغرايبة المحترم ولا يعكس بأي حال من الأحوال الموقف الرسمي للأخوان المسلمين الذين نجلهم ونحترمهم لأنهم مسلمون مؤمنون ولأنهم مواطنون أردنيون ولأنهم أصحاب رسالة ومواقف  مشرفة  عبر مسيرتهم الطويلة في الحياة السياسية والإجتماعية والإنسانية

 ولا ننسى أنهم ومنذ اللحظات الأولى لتأسيسهم في الأردن عام 1946 أنهم شاركوا في رابطة العالم الإسلامي والمؤتمر الإسلامي  ولجنة نصرة الجزائر والمؤتمر الإسلامي لبيت المقدس كما أن الأخوان المسلمين قد شاركوا  في حرب فلسطين  عام 1948 بسرية "أبو عبيدة عامر بن الجراح " بقيادة الحاج عبد اللطيف أبو قورة  وكان على رأس الشهداء الشهيد سالم المبسلط والشهيد بشير سلطان. وكان الأخوان المسلمون أول من دعا الى الوحدة بين الأخوان المسلمين في فلسطين و الأردن حيث تم تشكيل  جماعة واحدة  وكانت باكورة نتاجهم الفكري الدعوة الى عقد مؤتمر إسلامي عالمي  خاص ببيت المقدس وتم عقد المؤتمر عام 1953  في القدس بمشاركة واسعة من العلماء والمفكرين وقادة إسلاميين يمثلون مختلف أقطار العالم الإسلامي.
وفي عام 1954 طالب الأخوان المسلمون بتعريب الجيش  وعارضوا حلف بغداد   وفي عام 1957 هاجموا مبدأ آيزنهاور.وفي عام 1956 شاركوا في الإنتخابات النيابية ونجح لهم أربعة نواب. كما شاركوا في انتخابات عام 1963  ونجح لهم نائبان. وبعد هزيمة 1967  شارك الأخوان المسلمون في مقاومة الإحتلال الإسرائيلي  ولقد استشهد لهم العديد من الأخوان في العالم الإسلامي نذكر من بينهم شهداء الأردن الشهيد رضوان كريشان والشهيد محمود برقاوي والشهيد سليم المومني .
وفي أحداث 1970 نأى الأخوان المسلمون عن المشاركة في أي فتنة وطنية وأكدوا أن السلاح الذي يحملون إنما هو موجه ضد العدو المحتل إسرائيل. وفي عام 1984 شارك الأخوان في الإنتخابات النيابية التكميلية  وحصلوا على مقعدين جديدين وأصبح لهم أربعة مقاعد نيابية.
في هذه المرحلة  تم التركيز على التربية والدعوة  والتوسع في العمل النقابي وقيادة العمل الطلابي في الجامعات. كما عارض الأخوان المسلمون  معاهدة كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل. كما ندد الأخوان بالعدوان الإسرائيلي على لبنان  وعلى المقاومة الفلسطينية ونددوا بمذابح صبرا وشاتيلا وتل الزعتر.
ومنذ عام 1989 لغاية 1998 تمثل هذا الوقت بالعصر الذهبي للأخوان المسلمين حيث حصلوا على 22 مقعداً في انتخابات  المجلس النيابي الحادي عشر بالإضافة الى حصولهم على رئاسة المجلس  لثلاث دورات كما شارك الأخوان المسلمون في الحكومة بخمسة وزراء. وفي عام 1992  تم إنشاء  حزب جبهة العمل الإسلامي  وفي انتخابات عام 1993 حصلوا على 17 مقعدا

 ولقد عارض الأخوان المسلمون  معاهدة وادي عربة كما احتجوا على ممارسة بعض أنواع التضييق على الحركة الإسلامية مما دفعهم الى مراجعة مشاركتهم في السياسة الرسمية ومقاطعتهم الإنتخابات النيابية لعام 1997. ولكنهم عادوا الى المشاركة في انتخابات عام  2003 حيث حصلوا على 17 مقعد في مجلس النواب. ولكن هذا العدد قد تراجع الى  6 مقاعد في انتخابات 2007 بسبب عمليات التزوير وهذه الإنتخابات هي أحد الأسباب  في معارضتهم لحكومة معروف البخيت الحالية وعدم مشاركتهم في لجنة الحوار الوطني. وأنا أقول إن دولة السيد معروف البخيت وحكومته إنما هي طارىء مؤقت مثلها مثل أي حكومة تأتي وتروح ولكن الأردن بإذن الله بشعبه وأهله باق لا يزول .  
من خلال هذا العرض الموجز لمسيرة الأخوان يتأكد لنا أنهم أصحاب عقيدة وجهاد ونرجو أن ينصب دورهم في هذه المرحلة الخطيرة على لم الشمل وتحقيق الوحدة الوطنية ومحاربة أي فتنة أهلية ومجابهة أي محاولة لإيجاد شرخ بين النظام  والشعب . ونرجو منهم وهم العقلاء وأصحاب الفكر والمبدأ ألا ينجروا تحت أي ظرف مهما كان أو تحت أي طارىء مهما عظم الى جر الشعب الأردني أو دعوته بأي شكل من الأشكال الى تغيير النظام . فنحن لسنا بحاجة الى حرب أهلية ولسنا بحاجة الى إيقاع فتنة فالقوات المسلحة والأمن العام والمخابرات العامة هم جزء لا يتجزأ من الشعب الأردني وهم مواطنون في الدرجة الأولى . وأدعو الله ألا نصل الى المرحلة التي يحمل فيها الأخ سلاحه ضد أخيه . وإن الغالبية الصامتة من الشعب قد تحدثت بكلمات واضحة مسموعة لكل لبيب ولكل مفكر اننا مع النظام ولكننا لسنا مع الفساد اننا مع المطالبة بإصلاح النظام ولكننا ضد أي محاولة لتغيير النظام. نحن ضد كل شكل من أشكال الفساد وضد بيع مقدرات الوطن وثرواته وضد تزوير الإنتخابات وضد الدوائر الوهمية وضد العملاء وتجار الأوطان نحن ضد تهريب خالد شاهين . نحن ضد التخاذل والإستسلام ونحن مع الأخوان في الضفة الغربية وفي قط
اع غزة ومع مطالبهم العادلة في تحرير الأرض وعودة القدس أولى القبلتين  درة في جبين الأمة الإسلامية والعربية. نحن مع وقف هدر الدم العربي المسلم في سوريا واليمن  وليبيا . نحن مع كل جهد في إعادة التضامن بين الأمة الإسلامية نحن مع العدل والحرية وحقوق الإنسان " نحن مع كل نقطة وحرف وكلمة وآية وسورة  وردت في القرآن الكريم ".
يكفينا ما يجري في سوريا الشقيقة ويكفينا ما يجري في اليمن ويكفينا ما يجري في ليبيا .
ونقول لكم أيها الأخوان المسلمون  إن عدم مشاركتكم في الإنتخابات هو خسارة للشعب الأردني وخسارة لكم وان أي مجلس نيابي لا يضم الأخوان المسلمين هو مجلس منقوص . وإن عدم مشاركتكم في لجنة الحوار الوطني هو خسارة للشعب الأردني وخسارة لكم . وإن تجربتكم في انتخابات عام 2007 المريرة لا يجب أن تظلل طموحاتكم فأنتم تمثلون نسبة غير قليلة من الشعب. وإن إعراضكم عن التعاون مع الفئات الوطنية الأخرى لا يثري حركة الديمقراطية الأردنية.
لقد تعرضتم في الأسابيع الأخيرة الى حملة مسعورة  نتيجة اتصالات لكم " سربتها بعض وكالات الأنباء " مع الولايات المتحدة ونتيجة اتصالاتكم مع الحكومة الفرنسية . وأنا أقول ان الواجب يحتم عليكم الإتصال مع كل القوى العظمى المؤثرة في العالم شرقا وغربا شمالا وجنوباً وان الواجب يحتم عليكم أن تُسمعوا هذه القوى صوتكم المنادي بالحرية السياسية والعدالة الإجتماعية وإعادة فلسطين الى أهلها الشرعيين.  وان واجبكم مهم وعظيم في تغيير نظرة الغرب الى الإسلام والمسلمين وإن واجبكم هو مكافحة تلك الصورة المظلمة التي عمدت الصهيونية العالمية في غرسها في العالم لتشوه بها صورة الإسلام والمسلمين وربط الإسلام بكل عمل متطرف إرهابي غير إنساني  والإسلام منهم براء. لقد آن الأوان كي ننشر الدين الحنيف دين العدالة الإجتماعية دين التسامح دين النظافة دين الرحمة دين المغفرة دين المساواة دين العدل . وهي مسؤولية عظيمة وجهاد أعظم  وحرب قاسية وبحاجة اليكم والى فكركم وقوتكم . لقد آن الأوان كي نغير نظرة العالم تجاه الإسلام .
لقد وصلنا مرحلة من التردي والتخلف لأننا ابتعدنا عن القرآن لأننا ابتعدنا عن القيم السامية التي دعا اليها الإسلام العظيم فكونوا دعاة وحدة وكونوا دعاة حق وكونوا حماة لهذا الأردن الوطن الأغلى أرض الرباط . وكونوا أخوة لكل أردني طيب كريم.
ومن جديد أرجو أن تكون كلمات المقال في صحيفة الغارديان البريطانية  هي عبارة عن وجهة نظر فردية ورأي شخصي للدكتور ارحيل الغرايبة الذي أجل وأحترم .