النيابة وال(قلق)


طالما ان الجناة أصبحوا الآن قيد السجون بسبب ارتكابهم جريمة الخلاعة المجون في حفل (قلق) الذي أقيم في عمان قبل أيام ، فلماذا يا ترى كل هذه اللجة والضوضاء ورد الفعل الانفعالي الصاخب .
موافقة وزارة الداخلية كانت على إقامة حفل فني وليس لديها علم مسبق بنوايا المنظمين لكن حصل ما حصل من مظاهر الشذوذ والكل الآن يأخذ نصيبه العادل من العقاب. أغلق مكان إقامة الحفل وتم حبس الفاعلين .
الغريب في الموضوع هو ذلك الموقف النيابي الذي يدعو للقلق والخوض مع الخائضين في القيل والقال وكثرة السؤال وهذا الاستفسار المتلعثم لإدانة وزارة الداخلية والأمن العام .
متلعثم ، لان الإجابة وردت في ذات السؤال حيث قال النائب السائل (ثبت ان الطلب كان مبطن بادعاء كاذب وذلك حتى تضفي الجهة المنظمة الشرعية لطلبها ، فالحفل كان بعيد كل البعد عن عنوانه ومفاجئ للحضور الذين لم يتوقعوا انه مدعوون إلى حفل خليع وليس احتفال شبابي كوميدي غنائي على غرار احتفالات آل anime التي تستقطب فئة الشباب اليافعين في مختلف دول العالم..(وعلى هذا لا نرى ضرورة لرد أكثر وضوحا من جانب وزارة الداخلية ومديرية الأمن العام .
وزارة الداخلية تمنح يوميا عشرات الموافقات لإقامة الفعاليات والمهرجانات والاحتفالات وما حصل في قلق كان خروج عن شروط الموافقة ؟! ووقعت التجاوزات في بعض فعاليات الحفل وليس كلها من قبل فئة قليلة وسط حشد كبير ضم آلأف الحضور جاءوا جميعا بنوايا سليمة وغادروا ما ان بدأت حركات الخلاعة والمجون .
لا ظن انه هنالك غياب للتواجد الأمني عن هكذا فعاليات حاشدة ، خصوصا مع توقع عدد يفوق الآلاف للحضور و المشاركين !! ثم ان ليس كل الحفل خرج عن المألوف ، و تجاوز الأخلاق بشكل صارخ وكان حفل شبابي وعائلي منضبط في اغلب فعالياته حسب شرط الترخيص لإقامته بعنوان الشخصيات الكرتونية اليابانية anime .
موقف وزارة الداخلية كان واضح وردها مباشر فتم توقيف المخالفين على الفور وإغلاق المكان ومع ذلك فقد جاء في الاستفسار ما يدعو للاستهجان حيث يضيف السائل (وفوق هذا و ذاك أستغرب غياب رقابة وزارة الداخلية عند منحها مثل هذه التراخيص لحفلات حاشدة ألا تضع ضوابط قانونية رادعة وشروط جزائية على مقيمي الحفلات حتى يتم تجريمهم ومحاسبتهم بالقانون في حال تجاوزهم البنود التي تضمنها طلبهم بإقامة الحفل(.
وعن المواعظ التي وردت حول تجاوزات الأخلاق والقيم السامية وعاداتنا الأردنية الأصيلة فهي مفاهيم ترتبط كذلك بالفساد والتزوير والرشوة والاختلاس والسرقات والقتل وتجارة المخدرات وكل الجرائم التي ترتكب برتابة وانتظام ولا تقتصر على المظاهر المدانة التي برزت في الحفل فكلها تجاوزات للأخلاق والقيم والعادات ولا تقل أهمية عن الخلاعة والمجون.