مدير مكتب ياهملالي

 

 المنصب مسؤولية تحتّم على صاحبه أن يكون قريباً من الناس, أميناً على مصالحهم ومصالح من اسندوا له تلك المهمة  , ساهراً على مصالحهم , حريصاً على مطالبهم واحتياجاتهم والواجب وسعادتهم وتقدمهم, مصوّباً لأخطائهم, معززاً لنجاحاتهم , إن سألوه أجاب , وإن طلبوه وجدوه, وإن نادوه لبّى نداءهم, وإن استنصروه بالحق نصرهم , فهو المرجو بحكمته, والمحبوب بعدالته ولطافته, والمأمول يوم تشتد الحاجة لكلمة حق تفصل ما بين الظلم والعدل, والباطل والحق لااان يعين المعين   من ترد على الهاتف لتقول مشغول اعطيني هاتفك سيتصل بك اجتماع مسافر  بغرفة الاجتماعات وهو الجالس يتصفح صحيفة اويلعب الورق على الكمبيوتر او عنده صديق وعلى طريقة الصياد بتقلى والعصفور بتفلى .‏

فكم من صاحب منصب ضاع واضاع هيبة المنصب  وافقده مصداقيته بفضل  وء اختياره لمنصب الحاجب    تغيرت الاسماء والصفات والمهام  والشخوص من  وزير لحاجب لسكرتيرة لمدير مكتب او مكتب خاص   وظل  المسؤول  يعتقد انه اختار بدقة خير الرجلالمناسب  للمكان المناسب   فيعطيه حتى خاتمه  ويوكل اليه امور الغير ومادرى انه افقده الكثير من معاني المصداقية والاحترامواضاع حقوق العباد 

البعض منهم  لايعرف الا فتح باب السيارة والاخر فتح الكمبيوتر  ليلتقط   لسيده الأخبار السارة, حتى لا يعكر مزاجه بشكاوى المظلومين, وحاجات البائسين اما مطالب واحتياجات وهموم ومشاكل الناس فلا يريد ان يعكر صفو مزاج الذي أولاهُ ثقتهُ الكاملة وأطلق يدهُ في شؤون العباد حتى أصبح المرجع الأول والأخير لكلّ زوار (مقر عمله) والآمر الناهي الذي بيده الحل والربط .

 البعض منهم  اشتهر بمقدرته الفريدة على المراوغة والخداع والكذب على محدّثيه لدرجة أنهم كانوا يعجبون به ويصدّقونه, ولطالما تغنوا بثقافته, وسرعة بداهته, وحسن معاملته, ونظافة هندامه, وأناقته التي يحرص عليها أكثر من حرصه على بيته, وكيف لا وهي تشكل عدة النصب التي تبهر الناظر من أول لحظة , وتجعله متحفظاً في كلّ خطوة يخطوها نحوه وكل كلمة يتفوه بها أمامه .‏

ومع مرور الأيام ذاع صيته فانهالت عليه المكالمات المطالبة والراجية بتحديد موعد للّقاء , وفي كلّ مرة يرنَّ بها جرس الهاتف كان الجواب واحداً موحّداً للجميع , أعتذر لضيق الوقت وكثرة المشاغل , إلا أنَّ هذا الاعتذار لم يكن فعلاً نتيجة لقلة وقته الذي يُزان بميزان الذهب !!‏

وإنما هو بالحقيقة وسيلة ضغط, المراد بها معاودة الإلحاح والترجي كي لا يستكثر الطالب ما سيفرضه عليه من أتاوات ورشاوى وخدمات لا تنتهي . والغريب العجيب أنَّ كل هذا حدث والسيد جالس في مكتبه يسرح ويمرح مع أحلامه التي استحوذت على تفكيره وسجنته في قفصها الوردي .

هذا الذي هو  موضع ثقة عند سيده, , كان يعلم  ان حبلُ الكذب قصيرا فقد  اكتشف الناس بعد برهة من الزمن حقيقة  الحاجب  ونفسه الأمارة بالسوء, ولكن بعد فوات الأوان حيث استطاع استنزاف جلَّ إمكاناتهم بوعوده الكاذبة وشخصيته المزوّرة .‏

.ثم من قال إنَّ المنصب ميزة تفضل صاحبه على غيره وتفصله عن محيطه الإنساني والاجتماعي,وكأني به لم يسمع ولم يقرأ

pressziad@yahoo.com