مفهوم المخالفة لخطاب الملك



حضر الملك اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي هي اكبر واهم ندوة عالمية سنوية، ويدلل على اهميتها حرص 130 ملكا ورئيسا وقائدا ومسؤولا على حضور هذه الدورة، وإلقاء الخطابات التي تحمل موقفا من القضايا التي تهم بلدانهم أو بلدانا أخرى.
أطلق الأمين العام للأمم المتحدة نفير الخطر بتحذيره من اضطرابات نقص الثقة او انعدامها بالمؤسسات الوطنية والعالمية، وتحذيره من الفوضى التي تسود النظام العالمي، اضافة الى تحذيره من مخاطر اخرى.
وتكتسب هذه الاجتماعات اهميتها البالغة لأن إعلام العالم كله، مسلط على قاعة الاجتماعات، ينقل مباشرة خطابات الزعماء، ويتابع وقائعها لحظة بلحظة، مما يوفر فرصة لا تقدر بمال، لعرض القضايا العادلة، من اجل كسب التأييد والمساندة لها.
كما أن هذه الاجتماعات، فرصة كبيرة لزعماء العالم، لعقد لقاءات بينية بينهم، لتنسيق خطاباتهم لتحمل نفس المبادئ والمطالب والرؤى الخاصة بالقضايا المشتركة. وقد تم ذلك التنسيق المبدئي في الاجتماع التشاوري الذي عقده وزراء الخارجية العرب يوم أمس الأول في نيويورك.
جاء خطاب الملك، عربيا مكثفا رشيقا محددا، حمل موقفا جليا من القضايا الخمس. وحين نطبق مفهوم المخالفة، نجد نقدا مفحما شجاعا للسياسة الأمريكية تجاه قضيتنا المركزية في قول الملك المدهش: «لا توجد اتفاقية تبرم بشكل احادي. إن إنجاز اي اتفاق يتطلب وجود طرفين».
لا أعتقد أن أحدا دافع عن القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية والقضية الفلسطينية والقضايا العربية، كما فعل الملك في الخطاب-السبيكة الذي ألقاه أمس في الأمم المتحدة.
يتحلى خطاب الملك بثقل كبير لدى زعماء العالم وشعوبه، بسبب المكانة والمصداقية والشجاعة والخبرة، وارتباط أقوال الملك بأفعاله في قضايا الإقليم والقضايا الدولية.
وبحق، كان «كلام الملك ملك الكلام» في تلك الاجتماعات التي اغتنم الملك عقدها فعبر بكل فصاحة وبيان، وباللغة التي يفهمها العالم، لغة الحجة والمنطق والشرعية الدولية، بعيدا عن التهديد والوعيد والزعيق والاستعراضية التي مارسها زعماء عرب في السابق.
حضر الإعلام العالمي لتغطية هذه الاجتماعات المهمة بأبرز اعلامييه وفضائياته وكاميراته وميكروفوناته، وستكون فرصة ثمينة للإعلام العالمي لإجراء مقابلات مع الملك. الذي كان فارس تلك الدورة بلا منازع