يكذب الثورة ويصدق الاسد
اذا كان الاعلام العربي الذي يتصنع الدفاع عن الحراك الشعبي السوري من طينة وطراز ما حدث معي فلا بواكي لهذا الحراك, ويا له من اعلام يتحرى الصدق والشفافية على طريقة فضائيات عربية معروفة اجازت لنفسها استعارة الخطاب النازي للسيد غوبلز, ومن جملة ذلك :
1- ما اصدره زملاء في رابطة الكتاب ومن خارج الرابطة ضد مشاركة (مزعومة) لي في وفد شعبي اردني مؤيد للاسد, كما جاء في التصريح... وذلك علما بانني لم اشارك في اي وفد لا مع نظام الاسد ولا ضده ولم اوقع على بيان مع او ضد ايضا...
وعلى قاعدة جد لاخيك عذرا, فربما اختلط الامر عليهم بين وفد اردني مؤيد ذهب او عاد من دمشق (لا اعرف بالضبط) وبين مقال نشرته تحت عنوان (كنت في دمشق); وذلك علما ايضا بان المقال قديم وكتبته بعد مشاركتي في جاهة خطبة عشائرية لعائلة الاتاسي في حمص, وكان ذلك قبل احداث حماه باسبوعين على الاقل.
2- كلما ذهبت الى دمشق او مررت بها الى بيروت, افضل استثمار وقتي القصير هناك بلقاءات مع اصدقاء تأخذ البعد الشخصي ومعظمهم من الممعارضة الثقافية المدنية مثل ميشيل كيلو وفايز ساره وابو حيان الجباعي وسلامه كيله الخ
3- بخصوص مقالي (كنت في دمشق) والذي اعادت مواقع الكترونية نشره حتى عنوان مثير (محادين يكذب الثورة السورية ويصدق الاسد) فلم اكذب ولم اصدق احدا بل حاولت تقديم صورة موضوعية قدر الامكان وبدون ان انحاز لاحد خارج قناعاتي, وقلت ان سورية تشهد حراكا واسعا تشارك فيه اطياف مختلفة, شعبية مشروعة سلمية واخرى مرتبطة باجندة خارجية بعضها سلمي وبعضها مسلح, ولا تختلف بذلك عما يشهده الشارع العربي من تداخل العمل الشعبي المعارض المشروع مع ما يعرف بجماعة الثورة البرتقالية الامريكية المشبوهة خاصة نشطاء التمويل الاجنبي والليبراليين المزعومين المرحب بهم دائما في السفارات الامريكية.
4- فيما يخص موقفي من النظام السوري موقف مركب من مستويين, مستوى عام يشمل النظام السوري ويرفض احتكار السلطة من قبل اي زعيم او حزب او جهاز او مجموعة ويدين اي شكل من اشكال استخدام العنف ضد المواطنين.. وبالمقابل وفيما يخص سورية تحديدا للعميان والمشبوهين ان ينكروا وجود مؤامرة امريكية صهيونية لتحطيم الدولة وليس النظام وحسب على غرار ما شهده العراق. ولا يعني ذلك بالتأكيد مواجهة المؤامرة بالدبابات بل بالاصلاحات الشاملة والحقيقية فالعنف يخدم المؤامرة ولا يواجهها.