الرزاز.. حوارات كنا نفتقدها

شدّني لقاء رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز وحواره الاسبوع الماضي مع طلبة جامعة العلوم والتكنولوجيا، وأيقظ بداخلي الحنين للكتابة ثانية في جريدة الرأي التي ما انفك حبنا لها يزداد وهي التي احتوت مواهبنا في الكتابة منذ كانت الأفكار أجنة لم نقو على البوح بها. الرئيس يحاور الطلبة ويكاشفهم ويتفق معهم حول جملة من الموضوعات والقضايا في مقدمتها قانون الضريبة الذي يمثل قطب الرحى في عمل هذه الحكومة التي ورثته عن سابقتها وتريد قبل إقراره أن تخرج من»خطية»عدم الاستماع للرأي والرأي الآخر في كافة حيثياته، ثم يناقش الطلبة ويستمع لآرائهم وملاحظاتهم ويجيب عليها والابتسامة التي تعلو مُحياه، لا بل ويتفق معهم أن الغالبية العظمى من أبناء الشعب لا يريدون لهذا القانون أن يرى النور، وأنهم يريدون وأده قبل ولادته، ثم لا يخالفهم الرزاز ولا يقمع أفكارهم ويجد لهم مبررا عما دار من مشاحنات بين المواطنين والسادة الوزراء الذين جابوا المحافظات لأجل الحوار مع العامة حول قانون الضريبة. وفي موضع آخر ينحاز الرزاز للمواطن وحقه في الحصول على كامل حقوقه غير منقوصة

 
كون حكومة ميدان لا حكومة مكاتب، وليست العبرة هنا في مغادرة المكتب والنزول للشارع بقدر ما هية النتائج التي ستترتب على ذلك، وأجزم أن تعقيب الطلبة الايجابي على زيارة الرزاز للجامعة وثناءهم عليه لهو بحد ذاته نتيجة وغاية نسعى إليها إذا ما أردنا أن يكون للشباب دور في صياغة مستقبل وطنهم.