مطلوب «جوز»

 


لم أكن أعلم أننا في الاردن نعاني من مشكلة إسمها « الجوز «، ضمن قائمة المشاكل التي نعاني منها.

ويبدو أن المشكلة مرتبطة بشهر رمضان المبارك، وهذا لحسن الحظ. يعني مرة في السنة أو شهر في 360 يوم.

فقد طلبت مني ست الحُسن والدلال ، زوجتنا المصونة أن أشتري « جوز». وللوهلة الأُولى ظننت ان المدام تريد اختبار صبري. لكنها أصرت وألحّت إلحاحا، وتبعت ذلك بخمسة الاف «مسج» كي لا أنسى وهي تدرك بالخبرة أن ذاكرتي « معطوبة» و«سلامة تسلمك».

ذهبتُ الى « المؤسسة الاستهلاكية المدنية»، رأيت الناس مثلي وخاصة الرجال يبحثون عن « جوز « لنسائهم. سألنا المسؤولين في « المؤسسة « قالوا : تسلم من الشر. ما في « جوز».

ذهبت الى المؤسسة الاستهلاكية العسكرية، قلت : يمكن ألاقي « جوز».

لفيت ودرت وسألت وكان الرد : يا ريت!.

وبعدين، انا مش قد « المولات» أروح أشتري منها، اللي برة سعرة قرش عندهم دينار وأنا يادوب عايش.

الولد الصغير « نتش» الموبايل من والدته واتصل بي وقال: لازم تجيب قطايف اليوم وتنساش تجيب معك « جوز» و « جوز هند».

قلت ما دخل « جوز هند « في الموضوع. « الجوز» الأولاني فهمناه، بس « جوز هند « ممكن يعملنا مشكلة، واحنا مش ناقصين.

ولأن الأولاد « مَجبنة مَبخلة «، إضطررت لدخول إحدى المحال الفخمة بحثا عن « جوز».

قام الرجل ووضع قفازات في يده وكأنه يريد إجراء عملية « قلب مفتوح» وكشف الغطاء عن كرتونة فيها « جوز « وقال محاولا إعطائي درسا في الجغرافيا: هذا جوز أمريكي.. نظيف. شوف شوف الحبة كيف زي الذهب.

طلبت كيلو. وبعد ان وضعهم في كيس انيق . سألته عن السعر قال : 12 دينار فقط.

ولما شعر انني « متضايق « من السعر. أعطاني محاضرة بأنواع « الجوز «: فهناك « جوز « سوري و « جوز « تركي» وأخيرا « جوز « امريكي. وأشار الى النوعين الأول والثاني « انقرضوا» وبقي « الجوز « الامريكي.

قلت بعد ان طلبت « نص كيلو «: حتى « الجوز « .. أمريكي.

يا للفضيحة!!.

talatshanaah@yahoo.com