صرخة يائسة ودعوة لتسليح الشعب السوري

 

لا.. ليست نكتة.. بل دعوة منطقية جدا" لإهداء النظام السوري حقيقة صغيرة في خضم بحر الأكاذيب التي يسبح خلالها ويحاول بلا هوادة جر العالم جرا" لتصديقها ولو بإقحامها في حلوقنا (بالمحقان)!!

 فالمتابع لعمليات القتل بدم بارد التي يمارسها أزلام النظام في سوريا بحق أهل درعا وحماة وحمص ودير الزور وسائر المناطق المحتلة من قبل (أعداء الأمة السورية المطالبين بالحرية) لا يمكن أن يقبل بمنطق استمرار الكف في استقبال ضربات المخرز دون رد.. هؤلاء الأزلام المغاوير من أبناء الفرقة الرابعة وكتائب الأسد وربيبوا بشار وماهر لم تعد تسميتهم بالنظام السوري حتى ممكنة لأنهم -والله- ليسوا بسوريين!!

نعم.. يجب أن يبادر العرب بقرار جماعي إلى مد الشعب السوري بالسلاح لأنها الطريقة الوحيدة التي ستوقف حرب الإبادة الجماعية التي يمارسها أسود بشار بحق الرجال والشباب والشيوخ والعجائز والنساء والأطفال من أهلنا في سوريا.. حتى الحيوانات لم تسلم من شبيحتهم.. ففي نوى بحوران يصرخ جندي على ضابط ويشير إلى بقرة مازحا" ومتهما" إياها بأنها تنادي بإسقاط النظام.. يصوب الضابط سلاحه ويردي البقرة.. حتى البقر في سوريا يريد إسقاط النظام وبهذا يضاف البقر إلى جموع المندسين والسلفيين والإرهابيين والرجعيين والإمبرياليين والجراثيم المتربصين شرا" بدوله الصمود والتصدي والممانعة الورقية.

النظام المحتل في سوريا ارتكب فظاعات لم يرتكبها حتى هتلر الذي ارتكب فظائعه لأنه كان يحلم بحكم العالم، لكن شبيحة سوريا ا لعظام يمارسون القتل فقط للمتعة وربما للتدرب على عملية تحرير الجولان وفلسطين في المستقبل القريب!!

الدعوة لتسليح الشعب السوري ليست دعوة للفتنة أو لحرب أهلية لأن السوريين أثبتوا مرارا" أنهم أعظم من أن ينجروا للتقاتل بينهم تحت أي ظرف، بل هي دعوة لإمداد الكف والعين بأقل ما يمكن أن يدرأ عنهما نصل المخرز الذي أشبعهما تقطيعا" وتشويها".. هي دعوة لوقف القتل لا لزيادته لأن النظام وشبيحته في سوريا.. بمختلف أنواعهم.. شبيحة القتل والإذلال والتجويع والتركيع الذين نشاهدهم يوميا" يصطادون العصافير الآدمية في غابات الغوطة وشوارع دمشق ودرعا وحارات حماة وحمص وإدلب والرستن وشواطئ اللاذقية.. وشبيحة الكذب الوقح المقرف أمثال الشمطاء عزيزة (بعران) مستشارة السوء ووليد المعلم الذي اقترب من الموت ولم يتعلم بعد حتى كيف يتقن الكذب، وشبيحة الإعلام أمثال طالب إبراهيم وبسام أبو عبدالله وأحمد صوان، لأن هؤلاء الشبيحة الذين لم نر تشبيحهم سوى على النساء والأطفال والشيوخ العزل، لم ولا ولن يفهموا سوى نفس اللغة التي يمارسونها.. لغة القتل!! تسليح الشعب السوري بمباركة عربية ردا" على كم الأسلحة الإيرانية والحزب لبنانية التي تتدفق على النظام المتهاوي في دمشق أجل النفخ في القربة الأسدية الكرتونية الممزقة هي الطريقة الوحيدة التي ستضع حدا" للمفرمة التي سلخت جلود أهلنا في الشام واستباحت أعراضهم وأموالهم وحيوات أبناءهم.. فلو سقط بضعة عشرات من الشبيحة المستأجرين من قبل النظام -سواء أكانوا إيرانيين أو من مماليك نصرالله أو مصنوعين محليا"- صرعى برصاص الشرفاء المدافعين عن أعراضهم وأموالهم فسيجعل ذلك البقية منهم يفكرون ألف مرة قبل أن يدخلوا مدينة أو قرية أو حتى قبل أن يطرقوا بابا" لمنزل لينهبوه أو يستبيحوا أهله وما فيه!!

تسليح الشعب السوري أصبح مطلبا" منطقيا" لكل من يمتلك ذرة إنسانية بعد أن ثبت للعالم كله أن النظام في سوريا مستعد للتضحية بثلاثة وعشرين مليونا" من السوريين من أجل أن تبقى مؤخرة بشار قابعة" على كرسي الرئاسة في سوريا ملتصقة" به ومستعد لتمزيق أجساد كل نساء سوريا الحرائر من أجل أن تبقى العجوز المتصابية (بثينة الأمورة) متأنقة أمام شاشات الفضائيات تبيع العالم هراء" وكذبا" وتلفيقا" لا يصدقه سوى عقلها الخرف وضميرها المريض الذي باع نفسه للشيطان وما عاد يستطيع عن ذلك رجوعا".. المناداة بسلمية الثورة السورية بعد ما شاهدناه في درعا ودير الزور وحماة وحمص أصبح جنونا" وهراء" ودعوة" بلهاء للسوريين الأحرار للموت بلا مقابل لأن الأمن السوري وشبيحته لا يفهمون ألا لغة القوة.. اللغة الوحيدة التي ستردعهم عن مواصلة قتل آبائنا وأبنائنا وأهلنا وأطفالنا في سوريا حين يوقنون أن لكل فعل رد فعل مساو له في القوة ومعاكس تماما" في الاتجاه.. عسى أن يكون قانون نيوتن القشة التي ستنقذ سوريا ممن يعتبرها مزرعة مواشي يفعل بها ما يشاء متى شاء.. وعسى أن نرى العدالة تتحقق في ساحة المرجة بدمشق حين نرى قتلة أطفالنا ونسائنا ورجالنا متدلين من أعناقهم في وسطها كما علق (كوهين) فيها القرن الماضي.. وعسى أن نرى الورود الدمشقية التي فاضت حزنا" وحدادا" على شهدائها  مبتسمة" من جديد!!

aymanbanykhalaf@yahoo.com