«مجموعة الأزمات الدولية»: مقتل السفير الأمريكي في بنغازي حدد سياسة واشنطن في ليبيا -
اخبار البلد
رأت كبيرة المحللين في الشأن الليبي لدى «مجموعة الأزمات الدولية» كلوديا غازيني، أن ليبيا شهدت منذ ثلاث سنوات أزمة كبيرة أخرى تمثلت في الانقسام السياسي بين الطرفين الرئيسيين المتنافسين في البلد، ما أدى إلى تكوين تحالفات مسلحة متنافسة، مشيرة إلى أن مقتل السفير الأميركي في بنغازي حدد سياسة الولايات المتحدة في ليبيا.
وقالت، في حوار مع قناة «روسيا اليوم» الروسية الخميس-وفق «بوابة الوسط»- إن المسار العام في ليبيا هو مسار سلبي، بعد2011 كان لدينا تفاؤل وأمل في أن الانتخابات ستكون قادرة على تمهيد الطريق لمرحلة جديدة وفصل جديد في مستقبل البلد، لكن ما نراه اليوم هو زيادة في الانقسام وأزمة في المسار السياسي.
وأضافت: يسهل القول للغاية بأننا توقعنا هذا الإخفاق، أعتقد أننا نتفق على أن قرار التدخل في ليبيا اتخذ أسرع مما ينبغي، من منطلق ماذا سيحدث بعد الحرب وماذا سيحدث بعد إسقاط النظام.
ولفتت إلى أنه لم يجر التفكير في تلك المرحلة بصورة كافية لأن التفكير في فترة ما بعد الحرب كان منصبًا على تنظيم انتخابات أولية وعلى العملية السياسية، مضيفة: «لكننا نعرف أيضًا أن أزمة ليبيا اليوم هي أزمة متعددة الأوجه، فهي أزمة سياسية وأزمة أمنية وأخرى اقتصادية».
واعتبرت أن المشكلة الرئيسية في العملية الانتقالية بعد 2011 كانت التركيز بشكل كامل على العملية السياسية وعدم التفكير بقدر كاف في الحوار العسكري أو وضع استراتيجية بشأنه، إلى جانب الإغفال التام للبعد الاقتصادي للأزمة السياسية.
وقالت غازيني إن ليبيا اليوم في أزمة عميقة، مشيرة إلى مقال كتبته عقب مقتل القذافي في عام 2011 ذكرت فيه أن الطريقة التي نفذت به الحرب نثرت بذورًا لسوء تصرف الفاعلين في ليبيا في المستقبل، لأنها لم تضع توضح حد المواجهات العسكرية المقبولة للفاعلين الخارجين.
ورأت أن النقاش حول ما حدث في ليبيا في 2011 والمشاكل التي ارتُكبت آنذاك سيكون بناءً فقط في حال نُظر إليه بهدف إيجاد حلول للمستقبل، لكن النقاش فقط بشأن الماضي لن يساعد في تحديد شكل الواقع في ليبيا اليوم.
وفي ما يتعلق بسياسة الولايات المتحدة إزاء ليبيا، قالت غازيني إن أهم ما يحدد تلك السياسة هو مقتل السفير الأميركي في بنغازي في عام 2012، الذي هو أحد تداعيات الحرب، مضيفة: «حينها رأينا تراجعًا لانخراط الولايات المتحدة في ليبيا، أما اليوم فالولايات المتحدة متدخلة أكثر في إطار عمليات مكافحة الإرهاب، وهي بالتأكيد تدعم جهود الأمم المتحدة ووجود حوار، وكانت تدعم بشدة اتفاق الصخيرات الذي أدى إلى تشكيل حكومة الوفاق الوطني».
لكنها قالت إن ذلك النهج الأميركي الذي نراه اليوم هو النوع نفسه من المشاركة الموجهة للمسؤولين الأميركيين التي شهدناها على سبيل المثال في عام 2015، عندما كان للولايات المتحدة ممثل رسمي يتابع عن قرب كل التطورات.
ورأت أن النهج الحالي الولايات المتحدة هو نتيجة سلسلة من الحقائق، أولها أن ليبيا ملف معقد، لذا فإن فهم الإدارة لأفضل مسار للتحرك يتطلب وقتًا، فضلًا عن وجود عدة محاورين في ليبيا، لذا يصعب فهم من يقدم أفضل مسار للتحرك في ما يتعلق بالمستقبل.
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة خطت خطوة مهمة للغاية في ديسمبر الماضي بدعوتها رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج لزيارة واشنطن، إذ عززت تلك الخطوة موقفه، وأظهرت دعم الولايات المتحدة له.
وقالت إن هناك ميلًا دوليًا للتعاون أكثر مع حكومة الوفاق الوطني، لأنها الحكومة المعترف بها دوليًا، معتبرة الأمر محيرًا لوجود حكومة ومؤسسات موازية في الشرق غير معترف بها.
ووصفت غازيني هذا التظاهر بالتأييد والاستمرار في هذا الاعتراف بحكومة الوفاق الوطني دون الدفع إلى مفاوضات سياسية وإلى استراتيجية أمنية لجمع الطرفين معًا ودون وضع استراتيجية اقتصادية هو نهج قصير النظر وبأنه نهج قليل التبصر، لافتة إلى أنالأفضل هو أن يشجع كل الفاعلين الدوليين تشكيل حكومة وفاق وطني تدمج بين الطرفين المتنافسين في ليبيا.
وفي ردها عن سؤال يتعلق بتكرار السيطرة على الهلال النفطي في ليبيا في السنوات الأخيرة والتنافس بشأن من يصدر النفط، قالت غازيني إن جزءًا كبيرًا من مسببات العنف والصراع يتعلق بالأموال والسيطرة على الموارد، مشيرة إلى أن ليبيا بلد منتج للنفط وتعتمد كليًا على صادراتها النفطية، كما تشكل عائدات النفط 95٪ من ميزانيتها.
وقالت إن القتال حول الهلال النفطي أصبح (أمرًا) استراتيجيًا، لأنه يعطي الفاعلين قدرة نسبية على التفاوض مع الحكومة، وللأسف «شهدنا ست معارك على مدار العام الماضي»، مضيفة أن العنف في طرابلس كذلك مرتبط بشكل وثيق بالوضع المالي للبلد، إذ توجد اتهامات بأن الجماعات المسلحة في طرابلس لديها أفضلية في الوصول إلى النقد والتمويل الحكومي.
وتابعت أن القتال في ليبيا اليوم يتعلق إلى حد كبير للغاية بإمكانية الوصول إلى الأموال، لكنه لا ينحصر على ذلك فقط، لافتة إلى أن ليبيا تحتاج إلى استراتيجية متكاملة يمكنها التعامل مع الجوانب السياسية والأمنية والاقتصادية.
ورأت غازيني أن هناك أربعة أسباب تقف وراء إصرار فرنسا على تنظيم انتخابات في ليبيا، أولها أن البلد تديرها الآن مؤسسات غير شرعية وأن هناك حالة من عدم الشرعية على صعيد المؤسسات السياسية، وثانيًا أن هناك مشلكة تتعلق بحكومة الوفاق الوطني لأنها أتت عن طريق الاعتراف الدولي وليس عن طريق عملية تصاعدية، أما السبب الثالث فيتمثل في وجود مشكلة حقيقية في إدارة البلد، إذ إنها تعاني من انقسام، في حين أن السبب الرابع هو أن العملية السياسية غير شاملة لكل الأطراف، إذ إن فاعلين محليين من النظام السابق ليسوا جزءًا من التسوية، في حين أن لهم الحق في المشاركة وخوض الانتخابات.
وقالت، في حوار مع قناة «روسيا اليوم» الروسية الخميس-وفق «بوابة الوسط»- إن المسار العام في ليبيا هو مسار سلبي، بعد2011 كان لدينا تفاؤل وأمل في أن الانتخابات ستكون قادرة على تمهيد الطريق لمرحلة جديدة وفصل جديد في مستقبل البلد، لكن ما نراه اليوم هو زيادة في الانقسام وأزمة في المسار السياسي.
وأضافت: يسهل القول للغاية بأننا توقعنا هذا الإخفاق، أعتقد أننا نتفق على أن قرار التدخل في ليبيا اتخذ أسرع مما ينبغي، من منطلق ماذا سيحدث بعد الحرب وماذا سيحدث بعد إسقاط النظام.
ولفتت إلى أنه لم يجر التفكير في تلك المرحلة بصورة كافية لأن التفكير في فترة ما بعد الحرب كان منصبًا على تنظيم انتخابات أولية وعلى العملية السياسية، مضيفة: «لكننا نعرف أيضًا أن أزمة ليبيا اليوم هي أزمة متعددة الأوجه، فهي أزمة سياسية وأزمة أمنية وأخرى اقتصادية».
واعتبرت أن المشكلة الرئيسية في العملية الانتقالية بعد 2011 كانت التركيز بشكل كامل على العملية السياسية وعدم التفكير بقدر كاف في الحوار العسكري أو وضع استراتيجية بشأنه، إلى جانب الإغفال التام للبعد الاقتصادي للأزمة السياسية.
وقالت غازيني إن ليبيا اليوم في أزمة عميقة، مشيرة إلى مقال كتبته عقب مقتل القذافي في عام 2011 ذكرت فيه أن الطريقة التي نفذت به الحرب نثرت بذورًا لسوء تصرف الفاعلين في ليبيا في المستقبل، لأنها لم تضع توضح حد المواجهات العسكرية المقبولة للفاعلين الخارجين.
ورأت أن النقاش حول ما حدث في ليبيا في 2011 والمشاكل التي ارتُكبت آنذاك سيكون بناءً فقط في حال نُظر إليه بهدف إيجاد حلول للمستقبل، لكن النقاش فقط بشأن الماضي لن يساعد في تحديد شكل الواقع في ليبيا اليوم.
وفي ما يتعلق بسياسة الولايات المتحدة إزاء ليبيا، قالت غازيني إن أهم ما يحدد تلك السياسة هو مقتل السفير الأميركي في بنغازي في عام 2012، الذي هو أحد تداعيات الحرب، مضيفة: «حينها رأينا تراجعًا لانخراط الولايات المتحدة في ليبيا، أما اليوم فالولايات المتحدة متدخلة أكثر في إطار عمليات مكافحة الإرهاب، وهي بالتأكيد تدعم جهود الأمم المتحدة ووجود حوار، وكانت تدعم بشدة اتفاق الصخيرات الذي أدى إلى تشكيل حكومة الوفاق الوطني».
لكنها قالت إن ذلك النهج الأميركي الذي نراه اليوم هو النوع نفسه من المشاركة الموجهة للمسؤولين الأميركيين التي شهدناها على سبيل المثال في عام 2015، عندما كان للولايات المتحدة ممثل رسمي يتابع عن قرب كل التطورات.
ورأت أن النهج الحالي الولايات المتحدة هو نتيجة سلسلة من الحقائق، أولها أن ليبيا ملف معقد، لذا فإن فهم الإدارة لأفضل مسار للتحرك يتطلب وقتًا، فضلًا عن وجود عدة محاورين في ليبيا، لذا يصعب فهم من يقدم أفضل مسار للتحرك في ما يتعلق بالمستقبل.
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة خطت خطوة مهمة للغاية في ديسمبر الماضي بدعوتها رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج لزيارة واشنطن، إذ عززت تلك الخطوة موقفه، وأظهرت دعم الولايات المتحدة له.
وقالت إن هناك ميلًا دوليًا للتعاون أكثر مع حكومة الوفاق الوطني، لأنها الحكومة المعترف بها دوليًا، معتبرة الأمر محيرًا لوجود حكومة ومؤسسات موازية في الشرق غير معترف بها.
ووصفت غازيني هذا التظاهر بالتأييد والاستمرار في هذا الاعتراف بحكومة الوفاق الوطني دون الدفع إلى مفاوضات سياسية وإلى استراتيجية أمنية لجمع الطرفين معًا ودون وضع استراتيجية اقتصادية هو نهج قصير النظر وبأنه نهج قليل التبصر، لافتة إلى أنالأفضل هو أن يشجع كل الفاعلين الدوليين تشكيل حكومة وفاق وطني تدمج بين الطرفين المتنافسين في ليبيا.
وفي ردها عن سؤال يتعلق بتكرار السيطرة على الهلال النفطي في ليبيا في السنوات الأخيرة والتنافس بشأن من يصدر النفط، قالت غازيني إن جزءًا كبيرًا من مسببات العنف والصراع يتعلق بالأموال والسيطرة على الموارد، مشيرة إلى أن ليبيا بلد منتج للنفط وتعتمد كليًا على صادراتها النفطية، كما تشكل عائدات النفط 95٪ من ميزانيتها.
وقالت إن القتال حول الهلال النفطي أصبح (أمرًا) استراتيجيًا، لأنه يعطي الفاعلين قدرة نسبية على التفاوض مع الحكومة، وللأسف «شهدنا ست معارك على مدار العام الماضي»، مضيفة أن العنف في طرابلس كذلك مرتبط بشكل وثيق بالوضع المالي للبلد، إذ توجد اتهامات بأن الجماعات المسلحة في طرابلس لديها أفضلية في الوصول إلى النقد والتمويل الحكومي.
وتابعت أن القتال في ليبيا اليوم يتعلق إلى حد كبير للغاية بإمكانية الوصول إلى الأموال، لكنه لا ينحصر على ذلك فقط، لافتة إلى أن ليبيا تحتاج إلى استراتيجية متكاملة يمكنها التعامل مع الجوانب السياسية والأمنية والاقتصادية.
ورأت غازيني أن هناك أربعة أسباب تقف وراء إصرار فرنسا على تنظيم انتخابات في ليبيا، أولها أن البلد تديرها الآن مؤسسات غير شرعية وأن هناك حالة من عدم الشرعية على صعيد المؤسسات السياسية، وثانيًا أن هناك مشلكة تتعلق بحكومة الوفاق الوطني لأنها أتت عن طريق الاعتراف الدولي وليس عن طريق عملية تصاعدية، أما السبب الثالث فيتمثل في وجود مشكلة حقيقية في إدارة البلد، إذ إنها تعاني من انقسام، في حين أن السبب الرابع هو أن العملية السياسية غير شاملة لكل الأطراف، إذ إن فاعلين محليين من النظام السابق ليسوا جزءًا من التسوية، في حين أن لهم الحق في المشاركة وخوض الانتخابات.