الاردن ليس مسؤولا عن ضياع الضفة والقدس الشريفة
منذ عام 67 والاردن في قفص اتهام الكذب والخداع والتضليل المتعمد بتحميله مسؤولية ضياع الضفة الغربية والقدس وأصبح هذا الأمر مسلما به بسبب اهمال الاعلام والصحافة الاردنية لهذا الموضوع البالغ الاهمية واهتمامها بتوافه الامور والكل فينا يعرف ان ابناء الاردن معظمهم من مواليد ما بعد الستينات وهم بأمس الحاجة لمن يضع حقيقة هذا الامر أمامهم بصدق ونزاهة لتبرئة الاردن من هذا الاتهام الخطير لا بل البالغ الخطورة ولم اجد اي كاتب او صحفي او اعلامي لديه الضمير الحي لتوضيح هذا الامر لأكثر من نص قرن.
اليكم الآن قصة خسارة الحرب على حقيقتها, في بداية الخمسينات قام اللواء محمد نجيب في مصر بانقلاب ابيض على الملك فاروق, وكان نقيب يدعى جمال عبدالناصر قد تسلم الحكم من محمد نجيب لأسباب كثيرة اهمها ضعف شخصية محمد نجيب وكان هذا العبدالناصر مواليد احدى محافظات الصعيد وأبوه كان ساعي بريد فقير الحال, وكان الاقطاع في ذروته بمصر,حقد جمال عبدالناصر على الطبقة الغنية منذ طفولته وعندما تسلم الحكم في مصر بدأ ينتقم من الاغنياء بتوزيع أراضيهم وممتلكاتهم على العمال والفلاحين وبدأالشعب يحبه ظنا منهم بأن عبدالناصر وزع عليهم هذه الممتلكات حبا بهم وعدالة منه من جهلهم,حتى انتقلت محبة عبدالناصر الى بعض الشعوب العربية وبدأ المد القومي العربي يأخذ دوره في عهد هذا الرجل الذي أمطرهم بخطاباته الرنانة متحديا امريكا والغرب واسرائيل,حتى ان خطاباته كانت لا تخلو من شتم القادة الامريكيين بالإسم,وهو يعلم أنه لا يملك سوى الكلمات المعسولة التي يسوقها على الشعوب العربية التي رأت فيه منقذها الاعظم.
دعا عبدالناصر الى أول مؤتمر قمة عربي بحجة توحيد الامة وتم تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك وتسلم قيادة الجيوش العربية الفريق علي علي عامر وتم توقيع الاتفاق من القادة العرب,وكان الجيش المصري والاردني والمغربي والسوري والسعودي يأتمرون بأمرة القيادة المصرية العسكرية,كان عبدالحكيم عامر نائبا لعبدالناصر وقائدا عاما للجيش المصري وصهر عبدالناصر بابنته هدى,وكان المشير حابس المجالي رحمه الله قائدا للجيش الاردني,لكن القيادة للجيوش العربية هي مصرية.وفجأة وبدون سابق انذار قام عبدالناصر باغلاق مضائق تيران بوجه الملاحة الاسرائيلية,وصعق جلالة الملك حسين طيب الله ثراه من هذا الخبر,واتصل بعبدالناصر وقال له,ان اغلاق المضائق بلغة السياسة هي اعلان حرب على اسراشيل يا عبدالناصر فهل نحن مستعدون للحرب,فأجابه عبدالناصر بأنه يملك من القوة ما يدمر به اسرائيل وحلفائها وخاصة القوة الجوية وتعهد بإرسال 400 طائرة مصرية لحماية الاجواء الاردنية في حال اندلاع الحرب,وبدأ الحسين طيب الله ثراه بزيارات سريعة للوحدات العسكرية الاردنية وأبدى توجيهاته السامية الى القيادات العسكرية,وكان سيادة الشريف ناصر بن جميل رحمه الله قائدا للجبهة الشرقية في خو وكان العميد ارشيد مرشود مساعدا له.
بدأت الجبهة الشرقية بالاستعداد للحرب لدعم قيادة الجبهة الغربية التي كان يقودها اللواء محمد احمد سليم بطاينة رحمه الله, أخذت اسرائيل زمام المبادرة وشنت الحرب على مصر وسوريا والاردن,وكانت حرب خاطفة بتفوق جوي اسرائيلي ملحوظ.
تقدمت اسرائيل بسرعة وقوة على الجبهتين السورية والمصرية في حين انها كانت تتراجع وتتقهقر على الجبهة الاردنية من شدة الضربات لقواتنا المسلحة التي امطرت بها العدو من دبابات ودروع ومدفعية ومشاه,تم احتلال سيناء والجولان في نفس الوقت كان الجيش العربي المصطفوي يلاحق فلول العدو رافعا العلم الاردني على جبل المكبر في عمق فلسطين وطلب الحسين حماية جوية من عبدالناصر الذي وعده بذلك,وكان جواب عبدالناصر "انتوا الاردنيين طلعوا بيان واحنا بنطلع بيان وقول للسوريين يطلعوا بيان بأن امريكا والغرب شاركوا بالحرب ضدنا" ليبرر هزيمته النكراء بذلك.
وأصدرت القيادة المصرية لنا أمرا بالانسحاب الى خط الدفاع الثاني من أجل اعادة التنظيم, وبناء على تلك الاوامر ونحن في ذروة انتصارنا على العدو,انسحبنا الى خط الدفاع الثاني التزاما منا بوحدة الصف العربي, وكنا نعتقد ان هذا الانسحاب من اجل اعادة تنظيم الجيوش العربية لاستئناف القتال,وبعد انسحابنا فوجئنا بعبدالناصر يقدم استقالته من منصب رئاسة الجمهورية وقال حرفيا أنا اتحمل كافة نتائج الخسارة في الحرب,وخطابه شاهد عليه, والادهى والأمر من ذلك أن الشعوب العربية قامت بمظاهرات تطالب ببقائه بالسلطة "لتحقيق انتصارات جديدة لهم !" وليبقوا مخدرين على خطاباته المعسولة,فأنا اقول ان مصر عبدالناصر حبيبهم هي المسؤولة الاولى والاخيرة عن خسارة الحرب باعتراف الغالي عليهم عبدالناصر,وان جيشنا العربي المصطفوي ما عرف الهزيمة ولا التراجع أبدا منذ تأسيسه وسيبقى كذلك بعون الله في ظل الراية الهاشمية المظفرة الساهرة عليه, وفي عام 68 يوم الكرامة كانت وساما مشرفا على صدر كل عربي بنصره على اقوى دولة في المنطقة,وعام 73 عندما حاصرت دبابات الميركافا فخر الصناعة الاسرائيلية دمشق استنجد السوريون بنا ولبينا النداء وأرسل الحسين طيب الله ثراه خيرة الخيرة من ابنائنا اللواء المدرع 40,واستطاع لواء السنجوريون الاردني التفوق على الميركافا وقهرها بعد حرب طاحنة دارت مع العدو اضطر الصهاينة للفرار أمام هذا اللواء الباسل والعودة الى ما وراء الحدود الدولية مخلفا وراءه آلياته المدمرة وقتلاه.
والآن ايها الخوة هذه هي حقيقة ضياع القدس والضفة وليس للأردن أية مسؤولية بضياعها,فحبيبهم هو الذي أضاعها وللآن يسمون أبناءهم بإسمه بسبب هذه الانتصارات التي خلفها للعرب!!!
فلسطين بالنسبة لنا كانت وما زالت وستبقى أغلى من أنفسنا على أنفسنا وما فرطنا يوما بذرة تراب منها,لذا أرجو من الذين يحاولون طمس الحقائق مع الزمن لتصبح أمرا واقعا أ، يتقوا الله بالاردن الذي احتضن العرب جميعا.
"محمد منير" احمد ابو عين
مدير عام الوطنية لتنظيم العمالة الوافدة وحقوق الانسان –طور التأسيس-
0796451623