فتوى المقدسي بتكفير أردوغان


تكفير اردوغان في فتوى ابو محمد المقدسي لم تأت من فراغ، بل هي محاولة من الرجل لتوجيه جبهة النصرة في ادلب، بضرورة اخذ الحيطة والحذر من موقف اردوغان تجاه ازمة المدينة.
المقدسي البعيد عن الميدان السوري ماديا، لكنه يؤثر بالسلفية الجهادية، وبجبهة النصرة خصوصا، كان في الآونة الاخيرة احد ادوات الدولة الاردنية في مكافحة داعش.
بفتواه هذه، يدخل المقدسي الى صميم النقاشات الداخلية الجارية داخل النصرة، حول القبول بمنطق اردوغان الراغب بتفكيك النصرة، ومن ثم عزل الاجانب عن السوريين، وتأمين خروجهم من سوريا.
بمعنى ان المقدسي، الموجود في عمان، يريد الإجهاز على تكيفات التيار المعتدل في النصرة مع طروحات اردوغان، تلك الطروحات الهادفة الى تجنب مذبحة شرسة في ادلب.
المقدسي لم يتعلم من كل جدران الدم التي شيدت في سوريا، لم يدرك ان العواصف لم تعد مواتية، وانه لا ادلب بعد ادلب، كما انه لم يدرك كم من الممكن ان تتقاطع مصالح النصرة مع مقولات اردوغان في هذا التوقيت العصيب.
اردنيا يجب توجيه رسالة شديدة المفعول «قرصة اذن» للمقدسي، فقصة التكفير لأردوغان يجب ان لا تمر بدون إقلاقه، وانه يجب عليه احترام اتفاقاته مع الدولة.
الاردن معني بدعم كل جهد يبذل لمنع حمامات الدم في ادلب، وما يقوم به اردوغان هو من هذا النوع، فاختراقاته للنصرة، ومن ثم تفتيت تنظيمها، ودعم الاعتدال فيها، كلها جهود -ان فشلت- ستجعل اتفاقاته مع بوتين على المحك الخطر.
كنت اعتقد ان المقدسي سيكون اكثر انضباطا وذكاء، ولعلي احيله لخطاب ايمن الظواهري الاخير، ولأول مرة، يدعو، زعماء المسلمين، وهي لفظة هجينة على القاعدة، لكنها تحمل موقفا ايجابيا من اردوغان.
«فقه الدم» يجب ان يتوقف، وان تكون له وحوله مراجعات عميقة، وشخصية بحجم ابو محمد المقدسي ان قررت ان تراجع وتتراجع، فسيتبعها خلق كثير، وتحقن دماء غزيرة ايضا.