الطريق الى فلسطين لا تمر باوسلو..

المشهد غامض مرتبك ومربك، بعد مرور 25 عاما على اتفاقية اوسلو، كيف نرسم خريطة فلسطين، وباية حدود ؟!. حدودها تتغير في كل يوم، لأن اسرائيل ( الدولة اليهودية ) تتمدد وتتوسع في الاراضي الفلسطينية المحتلة، وتغيّرالواقع على الارض،كما تسعى الى تغيير مناهج الجغرافيا والتاريخ في فلسطين والبلاد العربية، دون مقابل وبلا كلفة. صحيح أن اتفاق اوسلو فتح الباب امام عودة القيادات والفصائل الى الداخل، ولكن ثبت أن الطريق الى فلسطين لا تمر باوسلو، لأن السلطة الوطنية غير قادرة على ممارسة دورها الوطني المطلوب، كما ثبت أن القبول بنصف الحل ونصف الحقوق ونصف الأرض هو حل غير عادل، وكشف للحركة الصهيونية أن هذه القيادات مستعدة للتنازل اكثر تحت الضغط، بعد تحويل الصراع العربي –الصهيوني الى صراع فلسطيني – اسرائيلي، واعفاء الدول العربية من مسؤولياتها التاريخية. هذا الواقع شجع اسرائيل على الانفراد بمنظمة التحرير وفصائلها، وفرض الحل بشروطها. خصوصا بعد غزو العراق واحتلاله وتقسيمه مذهبيا وعرقيا على قاعدة دستور بريمر، واشعال الصراع داخل سوريا ودعم التنظيمات الارهابية لاشغال الجيش واضعافه، وتفكيك الدولة وتقسيم البلاد، أي تطبيق السيناريو العراقي في سوريا ايضا. هذا المشهد العربي الحاضر المتهالك، فتح شهية نتانياهو للتوسع، بدعم اميركي مطلق، فنسف اتفاق اوسلو، واعلن قيام الدولة اليهودية العنصرية والقدس عاصمتها الابدية»، أي أن «نتانياهو قرر اقامة دولة يهودية عنصرية بدل»دولة ديمقراطية»في اسرائيل. وهنا يحضرني قول اسحق شاميرعندما أعلن عقب مؤتمر مدريد قائلا: سنفاوض الفلسطينيين 20 عاما دون ان نعطيهم شيئا». والحقيقة التي نعرفها اليوم هي ان لا اسرائيل ولا اميركا تريد اعطاء القيادة الفلسطينية شيئا، أو اقامة الدولة الفلسطينية، بل يستخدم الطرفان نظرية العصا والجزرة، عبر فرض حصار على الضفة والقطاع لتجويع وتركيع الشعب الفلسطيني، مع تسريب وعود بانفراج اقتصادي بلا حدود، اذا تم القبول بالحل الاميركي الاسرائيلي ( الصفقة )، وقد تكون غزة معنية أكثر بهذا العرض المشبوه بهدف اقامة الدولة في القطاع. اما بالنسبة للضفة الغربية يبدو ان واشنطن عادت لطرح مشروع الكونفدرالية مع الأردن، ولكن كونفدرالية مع من؟ حسب التساؤل الذي طرحه الملك عبداالله الثاني. لأن الكونفدرالية تتم بين دولتين، الكل يعرف أن اسرائيل لا تريد اقامة دولة فلسطينية، كما أن اعلان الدولة بحاجة الى اعتراف من الامم المتحدة ايضا. واذا كان نتانياهو يرفض حل الدولتين وكذلك حل الدولة الواحدة، فما هو الحل؟ اعتقد أن اسرائيل ما زالت في مأزقها الوجودي تبحث عن خلاصها خلال عهد ترمب، وقد يجره الى حرب كبرى في المنطقة، ولكن الرهان اولا واخيرا على عدم منح المشروع الاميركي شرعية فلسطينية.. وستسقط الصفقة بارادة شعبية عربية وثبات الشعب الفلسطيني في وطنه فلسطين التاريخية بحدودها التي كنا ولا نزال نرسمها في دفاترنا ونحفظها في ذاكرتنا.