هل وصلت الرسالة دولة الرئيس!


الشعب (جميع المحافظات)، الأحزاب السياسية، النقابات المهنية، خبراء اقتصاديون، إعلاميون وصحافيون مستقلون ومواقع إلكترونية، ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، ومؤسسات مجتمع مدني وغيرها.. الجميع يقول لك دولة الرئيس: لا تدعهم يجرونك إلى ملعبهم، حافظ على نقاء قلبك وصفحة عائلتك البيضاء، تاريخك لا يحتمل أية شوائب أو اتهامات من أي شخص، او من اية جهة كانت، هل وصلت دولتكم الرسالة إلى العنوان الصحيح أم أخطأت الطريق؟!
دولة الرئيس، لن تستطيع العيش في وسط مزدحم بالفاسدين وأصحاب المصالح وطبقة رجال الأعمال والمصارف التي سبق لها أن دمرت دولا مثل تونس ومصر. لا تكن ليناً معهم، أظهر لهم الجانب الصلب والخشن من شخصيتك الطيبة الودودة المتسامحة.
أقل ما تفعله دولة الرئيس، وسط الضغوط والفوضى، لا ترسل مشروع قانون ضريبة الدخل إلى مجلس النواب في دورته الاستثنائية، لأنهم سيقرونه، دون أن يرف لهم جفن أو أن تخفق لهم عضلة في القلب، لا ترسله لهم، بإرساله ستكون قد فقدت آخر أسلحتك، وقطعت حبل الود مع المواطن الأردني.
لا بأس، واصل حوارك مع الناس، وتأكد أنهم سيكونون حاضنتك وسندك وسيواجهون معك «عش الدبابير»، وكهف الشيطان، ومدمني السهرات المشبوهة في الشقق المفروشة والفلل.
خذ وقتك، لا تقدم لهم إلا ما يتوافق مع مصالح الناس التي هي بالضرورة مصالح الوطن، لا تسامح أحدا من التهرب الضريبي، لا تكن متسامحا هنا أبدا، كن فظا غليظ القلب، واصل كشف ملفات الفساد، وابتعد كلية عن سياسة عدم النشر، لا تبع المواطن الفقير والبسيط من أجل طبقة فاسدة، لا تجعله يدفع ثمن فسادهم وسرقتهم لأموال الدولة عبر قانون الضريبة الجديد.
عزيزي دولة الرئيس، كن نفسك، واذا فشلت في تحطيم الأصنام وأوكار الجريمة والفساد، أعلن ذلك للناس، واطلب منهم أن يساندوك.
هل تعرف، دولة الرئيس، لماذا لن تنسى الناس وصفي التل، لأنه لم يكن فاسدا بالدرجة الأولى، كان يخاف الاقتراب من المال العام، يرتجف أمام حقوق المواطنين، كان رجل دولة، صاحب ولاية، وصاحب قرار، وكان يحيط نفسه دائما بمن يؤمنون برسالته، وبمن شهد لهم سجلهم الوظيفي والناس بما هم أهل له.
سؤال: هل صحيح ما يهمس به بعض الصحفيين أن بعثة صندوق النقد الدولي تبرأت من القانون، ووجهت أصابع الاتهام إلى سفارة دولة كبرى في عمان؟ هل صحيح أن صندوق النقد لم يفرض علينا القانون بصيغته الحالية، وأن الحكومة أقرته لهوى في نفس البعض؟
دولتكم، نثق بكم وبفريقكم الوزاري، لكن لا تدع تضارب المصالح لبعض أعضاء الحكومة أن يلوث تاريخك
المشرق والمشرف.