كيف ماتت غصون؟

 

 


.. يذكر أن المنطقة شهدت في الآونة الأخيرة هجمات عدة من قبل عدد من الحيوانات المفترسة، على قاطني بيوت الشعر في منطقة غور فيفا والسمار بغور الصافي، ما دفع العديد من سكان تلك البيوت للرحيل من المنطقة، خصوصاً بعد الحادثة الثانية التي راحت ضحيتها الطفلة غصون (4 أعوام)، والتي تعرضت للخنق من قبل حيوان مفترس في منطقة غور فيفا، في حين التهم حيوان مفترس، قبل أقل من شهر، طفلة رضيعة تبلغ من العمر عاما ونصف العام في منطقة السمار بلواء الأغوار الجنوبية، تاركا وراءه رأسها، الذي عثر عليه بعد 5 ساعات من البحث، مفصولا عن جسدها..

الفقرة أعلاه، مستلة من خبر طويل، نشرته بضع وسائل إعلام، محلية وعربية، عن حيوانات مفترسة غريبة، تهاجم أهلنا في الجنوب، الحيوانات التي رأى بعضها المواطنون، لا هي الذئاب ولا بالكلاب ولا بالضباع، فهي خليط من كل هذا، وتظهر ليلا كما تظهر نهارا، خلافا لسلوك الضباع، وقد سبق أن كتبت عن «وحش بلعما» الذي ظهر في المنطقة منذ أشهر وهاجم قطيعا من الأغنام فقتل أربعا أو خمسا منها، وقد رآه بعض الأهالي، واحتاروا في تسميته، فهو مخلوق متوحش لا قبل لهم به!

قبل أيام، استمعت لمواطن جنوبي يتحدث بمرارة بالغة عبر فضائية «عربي بوست» وقد اسهب في وصف الحال التي وصل إليها أهل الجنوب، حيث باتوا يخافون من الخروج ليلا، خاصة في مناطق الأغوار، بعد أن كانوا ينامون أمام البيوت، لكنهم الآن يشعرون بذعر وخوف شديدين، بعد أن هاجمت الوحوش الطفلتين، الأخ المواطن، وصف بدقة حالة غصون، حيث أن أهلها كانوا ينامون في البيك أب، ولكنها نزلت منه فجرا، ليهاجمها الوحش، ويمسك برقبتها ويهرب بها، وبعد مطاردة طويلة أفلتت منه، وأخذت إلى الطبيب، ليتبين أنها توفيت جراء تهتك في رقبتها واختناق، تصوروا لو وقعت هذه الواقعة في عمان مثلا، هل كانت لتمر هكذا بصمت ودون تعليق؟؟ ثم ماذا عن تلك الطفلة الرضيعة التي افترسها وحش آخر؟ لم تقم الدنيا ولم تقعد؟ لأن هاتين الطفلتين تعودان لأسرتين فقيريتين؟ من زار أهلهما من المسؤولين؟ من عزاهما؟ بل من يقول لأسرتيهما، ولبقية الأسر المهددة أطفالها بالافتراس.. ما هو هذا الوحش الذي قام بفرض نظام منع التجول على كثير من قرى الجنوب؟ ومن أين يأتي؟ هل صحيح أنه حيوان مهجن، يطلقه جيران الهنا، الذين احتلوا فلسطين، وغدوا جزءا من سكان المكان؟ وإن صح هذا الأمر، فلم يفعلها هؤلاء؟ ألم يكفهم ما يطلقونه من خنازير برية وحرائق، وما لا نعلم من آفات، كي يطلقوا أيضا وحوشا مهجنة، تحمل علامات معينة، ما يدل أنها تتبع محمية حيوانية؟ اين حكومتنا عن هذه المصيبة؟ وكيف تمر حادثة يأكل فيها وحش كاسر طفلة، ويقتل أخرى مرور الكرام، وبلا اي ضجيج؟؟ ماذا لو كانت هذه الطفة ابنة أحد «الكبار» وتعرضت لحادث سير، لا افتراس؟ أنا متأكد أنه لن يبقى أحد في الأردن إلا وهاتف أو زار والدها، تضامنا معه، وشعورا معه في محنته، أما ذلك الأب الذي أكل الوحش فلذة كبده، فلا بواكي له!!



hilmias@gmail.com