البرتقاليون

 



ليست ظاهرة ما يعرف بالليبراليين والاسلام الامريكي وغيرهم ممن يَلْطون وراء حقوق الانسان والدولة المدنية المزعومة وانصاص الليالي مع القناصل الاجانب وصناديق التمويل الاجنبي.. ليست ظاهرة جديدة في التاريخ العربي الحديث.

والحق انه اذا كان يساريو الموجة اليهودية الاممية, وكذلك عمائم التنوير الماسونية اواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين, مشوشين او مضللين او معجبين بالدعم الماسوني الفرنسي لاول مؤتمر للاتحاد والترقي التركي في باريس 1909 وموديله العربي ,1913 فما الذي يشفع للموجة البرتقالية الجديدة من اليساريين والاسلاميين الذين تحولوا الى الليبرالية فجأة واكتشفوا ان امريكا لم تعد امبريالية.

الحق ايضاً اننا وقبل هذا الاكتشاف المفاجىء, كانت الباحثة البريطانية, سوندرز, تكشف ما هو اسوأ ومتى, ايام الحرب الباردة والانقلابات العسكرية الامريكية وملاحقة اليساريين والوطنيين بالرصاص او خلع اظافرهم وقطع اصابعهم والسنتهم.

ففي كتابها الشيهر »من يدفع للزمار« ابتدأت سوندرز مع يسار اليسار فيما يعرف بمدرسة فرانكفوت التي اتضح ان عدداً من كتابها كانوا عملاء لمكتب الخدمات الاستراتيجية 1942 (صار المخابرات المركزية الامريكية لاحقاً), واستكملت وسندرز كتابها بفضائح لا تصدق وسيناريوهات مثل تعليم الطبخ لكتاب يساريين تحولوا الى الليبرالية ونالوا جوائز ادبية او ترقيات اكاديمية او مواقع رسمية..

هذا عن يسار المخابرات الامريكية, اما الاسلام البرتقالي الجديد فلنا ان ننتظر طبعة مزيدة ومنقحة من كتاب »من يدفع للزمار« مباشرة او عبر اسطنبول الواعدة, على شكل مراكز دراسات تعنى بحقوق الانسان او الاسلام او النقابات او الهويات الفرعية او عبر صحف واذاعات وفضائيات ومواقع الكترونية.

هذه الصورة باختصار من الماسونية تحت عمائم الشيوخ المتنورين ويسار مندوبي الكومنترن اليهود الذين التحقوا بدولة الاغتصاب الصهيونية الى ليبرالية مزعومة تصحوا وتنام مع شخير العم سام.


mwaffaq.mahadin@alarabalyawm.net