محمود درويش

 

 


لم يكن محمود درويش بالصورة التي يرسمها المسلسل الذي يحمل اسمه، مستكيناً حزيناً بطيء الحركة قصير القامة مرتبكاً متلعثماً، بل كان عكس ذلك كلّه، ورغم أنني أتابع «في حضرة الغياب» بكثير من الاهتمام لأنه يحكي قصّة الحبيب، فلا أملك مع شخصية البطل إلاّ أن أصاب أحياناً بالامتعاض.

فراس ابراهيم فنان كبير، ممثل وصاحب رؤية فنية، ولكنه لا يبدو ملائماً لتقديم شخصية درويش الذي عرفناه عن قرب، فنحن هنا لا نتحدث عن التاريخ وشخصياته بل عن رجل عاش بيننا حتى ما قبل سنتين، وما زال أصدقاؤه المنتشرون في أنحاء العالم يتذكرونه وكأنه يعيش بيننا بلحمه ودمه.

محمود لم يكن يردّ على سؤال بقصيدة شعر، وقلّ ما استخدم شعره في حياته اليومية، ويعرف الكثيرون أنّ شخصيته لم تكن في يوم اجتماعية بحيث يسهل عليه التعرّف على أصدقاء جدد، وكان شخصاً ساخراً حاد المزاج، ولم يحمل هاتفاً نقالاً إلاّ في آخر العمر وفقط لأجل حالته الصحية.

سنواصل متابعة المسلسل لأنه يذكرنا بالشاعر الحبيب، ويبقى أنّه وبعيداً عن شخصية محمود فالمسلسل يمتلئ بالمشجعات على الحضور، فهو يحفل بتفاصيل طيبة عن حياة فلسطين قبل وبعد الاحتلال.