وزارة الشباب بلا اثر
وزارة الشباب بلا أثر
علاء الشلبي
استوقفني طويلا مقطع الفيديو الذي يظهر فيه طلبة احدى المدارس في أول يوم مدرسي وهم يعتدون على مرافق المدرسة وسيارة مديرها ،ويحطموا المقاعد التي من المفروض ان يجلسوا عليها ليتلقوا العلم والمعرفة.
تقول وزارة الشباب انها ومن خلال مراكزها الشبابية وأنشطتها التي تقام على مدار العام تسعى للوصول الى الشباب الاردني في كل مناطق المملكة لتحقيق أهدافها في انشاء جيل واع مؤمن بربه منتم الى وطنه قادر على مواكبة التطورات المتسارعة التي تجتاح العالم من خلال برامج مدروسة تلبي احتياجات الشباب وتعبر عنهم، وإدخال مضامين جديدة لبرامجهاوانشطتها بالتعاون مع منظمات دولية تعنى بالشباب واليافعين تابعة للاتحاد الاوروبي والامم المتحدة والحكومة الامريكية ، وتتوج أنشطتها وبرامجها في صيف كل عام بمعسكرات الحسين للعمل والبناء والتي تقام خلال العطلة المدرسية وتنتهي مع بداية العام الدراسي.
وبالعودة الى الفيديو وربطه بمخرجات أنشطة وبرامج ومعسكرات وزارة الشباب ، فإن اسئلة كثيرة تُطرح : أين أثر هذه الانشطة والبرامج والمعسكرات على شبابنا؟ هل استطاعت وزارة الشباب الوصول فعلا الى الشباب الاردني او نصفهم او ربعهم في كل المناطق ؟ ما هي حقيقة الارقام والاعداد التي تتحدث عنها وزارة الشباب والتي شاركت في الانشطة والمعسكرات خلال العام؟ ما هو أثر ودور المراكز الشبابية المنتشرة في كل المدن والقرى والارياف الاردنية ؟
ربما يتساءل البعض مستنكراً : ما علاقة وزارة الشباب بالفيديو والفوضى التي تضمنها؟ والاجابة على هذا التساؤل سهلة : ان المدرسة التي اعتدى طلابها على مرافقها وأثاثها تقع في قرية يوجد بها مركز شبابي منذ عام 2009 ، فأين أثر هذا المركز على امتداد تسعة أعوام من عمله.
هناك هيئات وأطر شبابية أهلية بلا موازنات مرتفعة وبلا إمكانات كإمكانات وزارة الشباب وبلا مراكز شبابية نموذجية استطاعت ان تثبت حضورا في الأوساط الشبابية وتفوقت على وزارة الشباب تفوقا فعليا ، دون ان تلجأ الى ضجيج اعلامي ودون أنشطة وهمية وأعداد غير حقيقية .
وزارة الشباب معنية بإعادة النظر ببرامجها وبآليات عملها لتكون وزارة تأثير وتغيير و بناء للاجيال قادرة على تحقيق أهدافها من خلال انشاء شباب واع منتم مدرك لقضايا الوطن وبعيد عن الإقليمية البغيضة والعنصرية والجهوية .