مستشفى النديم بمادبا: نقص في الكوادر ونفايات ومياه مجار بغرفة العمليات
محمد أبو الغنم-مادبا - شكا أطباء وعاملون في القطاع الطبي والإداري لدى مستشفى النديم، المستشفى الحكومي الوحيد في محافظة مادبا، من تردي أوضاع الخدمات الطبية والإدارية في المستشفى، ما انعكس سلبيا على أداء مختلف أقسامها.
وأجمع هؤلاء أن المستشفى بحاجة ماسة إلى تصويب أوضاعه، حتى يستطيع تقديم خدمات جيدة لأهالي المحافظة.
وزعمت إحدى الإداريات أن هناك "عدم مبالاة" بما يحدث في المستشفى من مشاكل عديدة، لاسيما الأخلاقية منها، خصوصا فيما يتعلق بتصرفات البعض مع المراجعات، لافتة إلى "الإهمال" في التعامل مع الشكاوى التي يقدمها المراجعون، خصوصا تلك المتعلقة بـ"تباطؤ وإهمال" بعض الأطباء في أداء مهامهم الطبية.
كما زعمت أن هنالك "ارتباكا" في اتخاذ القرارات المهنية، التي تصب في مصلحة المستشفى، مثل الإجازات التي تعطى لبعض الأطباء أو العاملين في المستشفى، والتي وصلت الى إعطاء إحدى الطبيبات اجازة قرابة 9 أشهر، مع احتفاظها بجميع حقوقها، حتى بدل المواصلات، في حين يمنع آخرون من أخذ إجازات قانونية أو حتى مرضية طارئة، وفي حال تم أخذ الإجازة تخصم من الراتب.
وكشفت، في هذا السياق، عن غياب إحدى العاملات الإداريات عن المستشفى بحجة البقاء إلى جانب أبنائها طوال فترة امتحاناتهم، بحسب ادعائها، في الوقت الذي يكتب لها إجازة مرضية في حال قدوم لجنة تفتيشية للمستشفى لتغطية غيابها غير المبرر.
وأضافت أن هنالك مخصصات ومستحقات مادية، مثل العمل الإضافي أو البدلات لبعض العاملين في المستشفى لا تصرف إلى أصحابها، رغم المطالبات العديدة والمتواصلة بذلك.
وقالت عاملة أخرى إن هذه القضايا تسببت بتدهور أوضاع المستشفى وعودتها إلى الوراء في تقديم ما يحتاجه أهالي مادبا من خدمات طبية، رغم كفاءة الكوادر الطبية الموجودة، وتجهيزاته الجيدة التي تلبي أغلب احتياجات المراجعين في المحافظة.
وبينت العاملة، التي فضلت عدم ذكر أسمها، أن المستشفى، يعمد كثيرا الى إبقاء طبيب مناوب حديث التخرج بدون خبرة مسبقة في العمل الطبي داخل قسم الطوارئ، ما يتسبب بإحداث مضاعفات للمصابين أو فقدان حياتهم، كالمصابين الذين يعانون من نزيف حاد أو مصابي حوادث السير، الذين لا يستطيع هذا الطبيب الجديد تقديم المساعدة الطبية اللازمة لهم، لعدم قدرته على ترجمة ما تعلمه أو ما اكتسبه عمليا على أرض الواقع.
وزعمت أن هناك إهمالا في الرقابة الفعلية على مختلف أقسام المستشفى، حيث تنتشر النفايات داخل غرف العمليات، كما تتسرب إليها مياه الصرف الصحي.
وبينت أن غرف العمليات تفتقر إلى أهم عنصر وهو "التعقيم" الذي يعد من أولويات الخدمة الطبية الجيدة.
وأوضحت ممرضة أخرى أن المستشفى يعاني من نقص الكوادر والدواء، مؤكدة من خلال عملها أن غرفة العمليات تحتاج إلى صيانة حقيقية، إذ تتسرب مياه المجاري الى الغرفة بشكل كبير ومتكرر على مدار الأسبوع، بدون وجود حل جذري لهذه المشكلة.
ووصفت الممرضة الغرفة بأنها "مكرهة صحية ملوثة"، مضيفة أن الأجهزة المستخدمة في غرفة العمليات قديمة.
وأشار طبيب اختصاص في المستشفى إلى أن بعض الأطباء ينفذون قرابة 15 عملية في الأسبوع، في الوقت الذي لا ينفذ فيه زملاء آخرون لهم من نفس التخصص عملية واحدة، ويحصل الاثنان على الراتب والامتيازات ذاتها. وبين الطبيب، الذي فضل عدم الإفصاح عن اسمه، أن المستشفى يفتقر إلى النظافة والتعقيم، خاصة في غرف العمليات، واصفا الأمر بأنه استهتار بحياة المواطن.
من جهته، قال مدير مستشفى النديم الحكومي في مادبا الدكتور رياض القسوس إن المستشفى لا يواجه أية مشاكل وإنه مجهز تجهيزا كاملا، مؤكدا أن المستشفى يقدم خدماته "الجيدة" لكل المواطنين.
وأضاف أن الإجازات المرضية تعطى لمن يستحقها ويكون بحاجة فعلية لها، وهنالك لجان مشرفة على الإجازات التي هي ليست حكرا على أحد.
وأشار القسوس الى أن الإدارة لا تتساهل مع كل مقصر في مجال عمله وهنالك عقوبات تتخذها بحق كل من يخطأ أو يقصر، مشيرا الى أن الإدارة تتجنب في بعض الأحيان توجيه عقوبة خفيفة حتى لا تنعكس سلبا على أداء العامل.
ويخدم مستشفى النديم نحو 150 ألف مواطن في مادبا ولواء ذيبان وناعور والجيزة، ويضم نحو 89 موظفا وموظفة في الإدارة، كما يضم 63 طبيب اختصاص و13 طبيبا عاما، بالإضافة إلى 206 عاملين في الكادر التمريضي.