نداء إلى دولة الرئيس: يدٌ واحدةٌ لا تصفّق !!



نهارك سعيد أيها المحترم، أعانك الله، فحملك ثقيل جدًا.
في كل يوم، في كل المحافظات، يقوم أبناؤنا في مختلف مؤسسات الرقابة الغذائية بإتلاف اطنان من المواد الغذائية الفاسدة. وايضا في كل يوم، نأكل مواد غذائية فاسدة، لأن عدد مراقبي المؤسسة العامة للغذاء والدواء غير كافٍ للرقابة والسيطرة على جشع تجار المواد الغذائية.
ندعوك دولة الرئيس إلى مضاعفة كوادر المؤسسة العامة للغذاء والدواء عدة مرات، وزيادة اعداد مراقبي وزارة الصحة ومراقبي البلديات. فإن صحتنا العامة، من أهم الأولويات. فعدد موظفي المؤسسة المعنية بالرقابة على الأسواق الأردنية، الممتدة على مدى الوطن حوالي 700 موظف، من ضمنهم 130مفتش غذاء مؤهلين، و20 مفتش دواء، يتوزعون على أنحاء المملكة والمعابر الجمركية، ومن ضمنهم نحو 130مفتشا فقط، ينتشرون في عمان والزرقاء واربد والكرك والمنافذ الحكومية والجمركية والحرة.
وتزيد كميات الاتلاف السنوية التي يضبطها ابناؤنا المؤتمنون، على 7400 طن ناهيك عن عشرات آلاف الأطنان التي يعاد تصديرها وتمنع من دخول حدودنا. ولا يخفى ان اشتداد الحاجة الى المفتش المؤهل فنيا -وليس فقط مراقب الصحة والأسواق-تعوضها مؤسساتنا بالاعتماد على منهجية علمية متبعة عالميا هي تحليل المخاطر التي تتم على مراحل تشمل سلسلة من الرقابة على سلامة الغذاء وبرامج الرصد والاستهداف اضافة إلى الفحوصات المخبرية.
وعلى وجه عيد الفداء والتضحية، حاول «دواعش الفساد الغذائي» ادخال 26 طنا من الكاتشو والفستق الحلبي غير الصالحة للاستهلاك البشري!!
وحاول الأوغاد المتوحشون الذين لا يخشون الله ولا القانون، ادخال طنين من الشوكولاتة، اتخذ قرار باتلافها، تم ضبطها وهي خارجة من مكب النفايات باتجاه افواه أطفالنا !!.
والحمد لله، ان العاملين في الرقابة الغذائية والدوائية، لا يتعرضون لأي ضغوط رسمية -يواجهون معيقات- بل يتعرضون للتهديدات و»العروض السخية» التي يصمدون في وجهها ويترفعون عنها ويحافظون على شرفهم الوطني ودينهم وضميرهم.
وللعلم فإن ابرز اشكال الغش، هو التلاعب بتواريخ المنتج، وتزوير الماركات الغذائية، وخلط المنتجات الصالحة بغيرها، وتضليل المواطن، والتلاعب بكافة اشكاله والاقل هو غير الصالح للاستهلاك البشري.
لما سألت الشريف العفيف الدكتور هايل العبيدات مدير عام مؤسسة الغذاء والدواء: مِمَّ تشكو أخي حارس الغذاء والدواء؟
رد: والله ومعزّتك، ناقصني شيء واحد، هو ان اتقاعد واذهب الى البيت والعيادة بهدوء، وارتاح، لأن التحمل أصبح مستحيلا. ويد واحدة لا تكفي !!.