هل تؤسس معركة «فجر إدلب» لمعادلة تحالفات واصطفافات جديدة؟ ا

لتجاذبات السياسية والتراشقات الاعلامية المحمولة على تهديدات ذات طابع عسكري،وبخاصة من جانب دول العدوان الثلاثي الاستعمارية..الولايات المتحدة،فرنسا وبريطانيا.والتي تتكئ – حتى اللحظة – على همروجة الكيماوي المزعوم،والتلويح بضربات «ماحقة»للجيش ومنشآت الدولة السورية،على ما صرّح رمز الغطرسة والتطرف جون بولتون،وتبعه يوم امس رئيس الدبلوماسية الاميركية بومبيو،الذي وصف حق الدولة السورية في استعادة محافظةأدلب من ايدي الجماعات الارهابية بانه»تصعيد خطير»،فضلاً عن عمليات التحشيد العسكري في المتوسط والذي ّ في تعزيز قطع الاسطول السادس الاميركي قبالة السواحل السورية،وقابلته درع بحرية وجوية روسية،باشرت يوم امس مناورة كبيرة كانت مقررّة مسبقاً،تزامنت»صدفة»مع التوتر الحاصل على خلفية قرار الحكومة السورية إعادة محافظة إدلب لحضن الدولة.تشي كلها بان مشهداً جديداً ومختلفاً آخذ في التبلّور والبروز في المنطقة باسرها،والتي يبدو ان تراكُم ملفاتها وقضاياها الساخنة، دفعت الاطراف المنخرطة في ازماتها المُتدحرِجة،سواء الذين يتصدرّون المشهد الراهن ونقصد دول الغرب الاستعماري (ودولة العدو الصهيوني بالطبع)،ام الذين ينهضون بأدوار ثانوية ويأتمرون بأمر المستعمِرين الذين لا يملكون من امرهم شيئاً،رغم ما يحاولون الظهور بمظهَر اللاعب صاحب الدور المهم (إقرأ المَزعوم). وإذ لا تبدو ساعة الصفر لبدء عملية»فجر إدلب»،التي اتخذت دمشق قرار الانخراط فيها رغم تهديدات دول العدوان الثلاثي الغربية..معروف ة بدقَّة،وبخاصة ان قمة طهران (وليس تبريز كما شاع مؤخراً)توشك على الالتئام(9/7 (وفي ضوئها ستتحدّد الخطوات اللاحقة،وخصوصاً بعد القرار التركي الذي تأخر كثيراً باعتبار هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً)منظمة ارهابية،بعد فقدان انقرة الفرص التي مُنحت لها،او هي طلبتها بهدف»إقناع»التنظيم الارهابي الكبير الذي يسيطر على معظم محافظة إدلب،والذي نسّق الجيش التركي دخوله المدنية (واريافها) كدولة ضامنة وفق صيغة استانا،مع ارهابِيّي النصرة وتحت حمايتهم،الى ان نَشَرَ نِقاط مراقبته،وترَكَ رموز النصرة يتصرفون وِفق برنامجهم,دون ان يبذل جهداً لِلجمِهم او سحب سلاحِهم خطوة تُركية وإن متأخرة،حتى لو كانت مجرّد مناورة لكسب الوقت ومنح النصرة فرصة اخيرة للاندماج مع المنظمات الارهابية الاخرى،التي ما تزال تعمل تحت رعاية الجيش التركي وتُوصَف في اعلام انقرة بأنها «مُعتدِلة»مثل الجيش الحر وخصوصاً اؤلئك المرتزقة الذين استخدمتهم في غزوتيها»درع الفرات»و»غصن الزيتون»لاحتلال الشمال السوري،والبدء بعملية التتريك ورفع صور اردوغان وتسمية ميادين وساحات المدن والبلدان السورية المحتلة باسمه،كما حصل في عفرين،فان– إدراج هيئة تحرير الشام في قائمة المنظّمات الإرهابية – ستجبر انقرة على التصرف وفق ما يمليه عليها هذا التصنيف من مسؤوليات.ليس فقط كدولة ضامنة ترى وتعرف عن قرب مقرّات وعديد وأسلحة هذه الجناح السوري لتنظيم القاعدة،بل وايضا التوقّف عن اطلاق التصريحات البائسة التي دأب مولود اوغلو على وصف قرار دمشق تحرير المحافظة بانه»سيكون كارِثياً،حتى على الرغم من وجود متشددين هناك»كما قال حرفياً. ثمة احتمال بحدوث صدام عسكري روسي امركي،والامر في يد واشنطن وليس احدا غيرها،إذا ما ارادت المنطقة الى حرب متدحرجة،سُيسهِم قرار حزب الحرب في البيت الابيض والبنتاغون ووكالات الاستخبارات الاميركية في بدئها,لكنه حتى في ظل ذريعة الرد على الكيماوي السوري المزعوم,لن يكون قادراً على معرفة او تحديد نهايتها واكلافها وتداعياتها,وبخاصة ان التحركات العراقية (العسكرية) في المنطقة الحدودية مع سوريا وهجوم داعش الاخير على بعض قطاعات وقواعد الحشد الشعبي بدعم لوجستي واستخباري اميركي،يشي بان القوات الاميركية باتت تحت النار،وان مهمتها لن تكون سهلة.سواء في ايجاد منطقة عازلة بين الحدود العراقية والسورية ام في مواصلة دعم مرتزقة قوات سوريا الديمقراطية،التي»تُبشرنا»باقامة المزيد من القواعد العسكرية الاميركية شمال وشرقي سوريا. الايام العشرة الاولى من ايلول ستكون حاسمة،ومؤشرا في الان ذاته على ما يمكن لادارة ترمب المرتبكة ان تمضي اليه سورِياً وخصوصا عراقياً،اذا ما فشلت في توفير المزيد من الضغوط للابقاء على رجلها في بغداد (حيدر العِبادي) رئيسا للوزراء.وكيف سيكون موقفها اذا ما وعندما تصدق التكهنات ويرتقي فالح الفياض الذي اطاحه العبادي الى منصب رئيس الوزراء،ما يؤشر الى ان»الفوز»يكون لصالح طهران،التي ستُقرر قمتها الثلاثية في السابع من الجاري مستقبل صيغة استانا،التي قد تتحّول الى»محور ثلاثي»اذا ما حسم اردوغان أمره وادار ظهره لواشنطن،التي تواصل «قصفه»وإفشال كل محاولات إنقاذ الآقتصاد التركي من الازمة النيبوية التي تعصف به,والتي تُترجم في اخفاق كل اجراءاته (وصهره وزير المالية والخزانة) وقف تدعور سعر صرف الليرة التركية.دون إهمال مغزى ودلالات تصريح سيرغي لافروف الذي جاء فيه:»ان سوريا ليست حجر شطرنج,لخدمة اهداف جيوسياسية أُحادية».