الحسابات الاجتماعية للقبائل والعشائر الأردنية

القبيلة هي جماعة تنتمي إلى نسب واحد في الغالب يرجع إلى جد أعلى أو اسم حلف قبلي يعتبر بمثابة جد، لكنها تتكون من عدة بطون وعشائر. وتقليدياً يسكن أفراد القبيلة إقليما مشتركًا يعتبرونه وطنهم، ولهم لهجتهم المميزة وثقافتهم المتجانسة وتضامنهم المشترك ضد العناصر الخارجية تصل احياناً الى (حد العصبية). لم تبدأ القبائل العيش في وطننا العربي اولاً–فتاريخ القبائل معروف في اوروبا (الجرمانيين)، واميركا (قبائل الهنود الحمر) ثم عدة قبائل في جنوب غرب آسيا وافريقيا. وتختلف عاداتها وطرق معيشتها وأنظمتها الاجتماعية. اما علماء الاجتماع فانهم يعتبرون العشيرة اذا توفر لديها (1 (عنصر الاستقرار المكاني.(2 (عاطفة الجماعة، وان كانت مترحلة فيطلق على العرب الرحل في الصحراء (لقب البدو). واذا استقرت في مكان فتكون قبيلة – افرادها متضامنين بقوة تشد من أزر رابطة القرابة بينهم ولكي تتكون القبيلة فأنها لا بد ان تضم عدة افخاد من العشائر. نعود للعشائر الأردنية فقد اعتبرت المكون الرئيسي للمجتمع الأردني قبل تأسيس إمارة شرقي الأردن عام 1921 بقيادة الملك الشهيد المغفور له عبداالله الاول. ثم قيام المملكة الأردنية الهاشمية 1946 ،وكونت الاردن  من العشائر والقبائل التي سكنت شرقي الأردن أو ارتحلت إليه في قرون ماضية، وما يميز العشائر الأردنية أن لها امتدادات في الجزيرة العربية وسوريا وفلسطين والعراق في الماضي والحاضر. وقد قامت الدولة الأردنية بدعم القبائل للهاشميين وتحالفاتها الجادة القوية مع الشريف الحسين بن علي مفجر وقائد الثورة العربية الكبرى ضد العثمانيين المستعمرين التي انهارت في عشرينيات القرن الماضي. ورغم امتياز الاردن بالحداثة؛ والاردنيون من الأعلى تعليما في الوطن العربي فإن عشائر الاردن وأبناءهم لا زالوا يحتفظون بعاداتهم العربية الأصيلة، ويحتكمون للقضاء العشائري في حل نزاعاتهم الاجتماعية، لكن لا يعتبر ذلك بديلا عن القضاء المدني وبعيداً عن الدستور لكنه عامل مساعد للاستقرار والوئام وقبول الاخر. كما ان القبيلة بهذا المفهوم مجتمع محلي، وكل مجموعة لها ما تسميه (الديرة) أي مجالها المعروف من الأرض. وتربط بينهم وشائج عاطفية تشدهم لبعضهم البعض وغالباً ما تسمى (العصبية القبلية)، لكنها شعور بوحدة الجماعة من صلات القربى ويعيشون متقاسمون أرضهم مع بعضهم البعض. لن نتطرق للعادات العشائرية. كالزواج والحياة الاسرية والضيافة وتسمية الاشخاص والثأر والاحكام والعقوبات لانها كثيرة وطويلة. لكننا سنتحدث في مقال لاحق عن حياة البدو وعاداتهم. وهناك اسماء العشائر التي تسكن اماكن مختلفة من الاردن وعددها كبير ولا مجال لذكرها هنا لكبر عددها. هناك العديد من القبائل التي تقطن كل منها جزءاً من ارض الاردن: شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً. وكل عشيرة يمتد نفوذها في حدود مترامية الاطراف. بالإضافة لوجود القبائل البدوية ومعظمها تعيش في المناطق الصحراوية. ويجدر بالذكر ان القبائل الاردنية تحوي عدة عشائر مسيحية خاصة في الجنوب والشمال والوسط التي تعيش مع اخوتهم العشائر المسلمة بروح التسامح والتأخي والمحبة.