بعد تردي أوضاع النظافة في (50) حيا من أحياء المدينة: الاهالي يناشدون الحكومة تسليم النظافة بالزرقاء الى القطاع الخاص وربطها بوزارة البيئة

خالد الخريشا - اشتكى عدد كبير من سكان الاحياء بمدينة الزرقاء من كثرة النفايات المتراكمة على مداخل الشوارع وأعمدة الكهرباء وأشاروا ان خدمة النظافة في تراجع مستمر وغائبة بالكامل عن الدخلات والازقة في ظل تناقص الاليات وعدد العمال الذين يعملون بقطاع النظافة وناشدوا رئيس الحكومة التدخل بخصوص واقع النظافة في المدينة المليونية التي باتت  تعاني من واقع مترد في الخدمات خاصة النظافة وتسليم هذه المهمة الى القطاع الخاص وربطها بوزارة البيئة وبين الاهالي ان سيارات الضاغطات والكابسات غائبة منذ زمن عن المشهد الخدماتي مما يعني بأن غالبية الاليات العاملة بالنظافة معطلة وخارجة عن العمل في ظل صمت رئيس البلدية الحالي  , وحمل الاهالي تردي الخدمات الى المجلس البلدي الذي فرضته الحكومة خلال انتخابات عام 2007 منوهين ان الحكومة يجب ان تتحمل مديونية البلدية التي خلفها المجلس السابق والتي بلغت 13 مليون دينار وساهمت هذه المديونية بتردي اوضاع المدينة ومن ضمنها النظافة.
وطالب الاهالي من الحكومة اعادة تصويب اوضاع الموظفين الذي يصل عددهم 4125 وهذا العدد من الموظفين يستهلك 60% من موازنة البلدية خاصة بعد تصريحات رئيس البلدية خلال زيارة وزير البلديات لمدينة الزرقاء بأن هناك (800) موظف في البلدية لا يحضرون الا لاستلام الرواتب, وخلال أكثر من لقاء صحافي أشار رئيس لجنة البلدية الحالي بأن عدد عمال النظافة المسجلين بالبلدية (1450) موظفا يعمل منهم بشكل ميداني على الارض (650) موظفا فقط وغالبيتهم من العمالة الوافدة.
العرب اليوم تلقت اتصالات من سكان عدد من الاحياء لعرض معاناتهم على المسؤولين فقامت بجولة داخل احياء جناعة والغويرية وحي الحسين وحي برخ وابن سيناء وحي شاكر وعوجان وحي الفلاح والجبل الابيض والتقت بعدد من السكان الذين أكدوا ان أكوام النفايات ومنذ بداية الصيف الحالي تبقى جاثمة في الحاويات الى بعد الظهيرة مما يعني ان هناك نقصا كبيرا في العمال والاليات, ومنهم المواطن يوسف سعيد من حي الغويرية الذي اكد لنا ان خدمات النظافة داخل الدخلات والممرات والازقة  في الآونة الاخيرة  يخيم عليها ترد تام فالعمال لا يدخلون الدخلات ومهمتهم مناطة بالشوارع الرئيسية فقط فلم نعد نرى الضاغطات الصغيرة أو الكبيرة واصبحنا نرى بكبات ديانا صغيرة على شكل قلابات تنثر أكياس النفايات بطريقة عشوائية حتى ان معظم هذه القلابات شكلها غير حضاري ومنظرها مقزز  متسائلا عن مصير ضاغطات النفايات الموجودة على عهدة البلدية.
أما المواطن ابو خالد من حي جناعة فقال ان خدمة الدخلات والازقة من حيث النظافة غائبة ومهمشة وتكاد تكون خدمة النظافة لهذه الدخلات ذاتية من قبل الاهالي فقد اشار الى ضرورة اهتمام المسؤولين بأوضاع هذا الحي وغيره للمحافظة على نظافة الاحياء وجعلها تعكس الصورة الجمالية التي تعيشها مدينة الزرقاء في مثل هذا التقدم المعماري الكبير وبين في حديثه انه يجب زيادة اعداد السيارات الخاصة بنقل النفايات حتى تتمكن من ازالة هذه النفايات اولاً بأول نظراً لكثرة السكان في هذا الحي وكثرة المراكز والاسواق التجارية التي تستهلك كمية كبيرة من النفايات وتحتاج الى زيادة عدد الآليات والحاويات.
وطالبت المواطنة مريم محمد ضرورة فتح ملفات اليات البلدية وضرورة فتح ملفات المساعدات التي جاءت تبرعا من سيد البلاد ومن ضمنها دعم البلدية باليات نظافة اذ ان المواطن في الزرقاء اصبح يلاحظ وجود اليات متهالكة عبارة عن قلابات متردية مكشوفة وكأن البلدية عادت الى عهد العشرينيات ومنظرها غير حضاري وفي المقابل قلة عدد العمال الذين هم في تناقص مستمر والحاويات جميعها مكسرة وصدأة حيث ان الحاوية تحتاج الى حاوية.
 وطالبت مريم من وزير البلديات ضرورة التخلص من الحمولات الزائدة من الموظفين خاصة الذين عندهم أكثر من تقاعد وأكثر من وظيفة لعلمنا مسبقا ان غالبية الموظفين الذين جاءوا حمولات زائدة  هم من المتقاعدين العسكريين ومتقاعدي الامن العام والاجهزة الامنية مما يعني ان وجودهم ليس له علاقة بالامن المعيشي والوظيفي ومحاربة الفقر والبطالة لابل بعض الموظفين يعمل في ثلاث أو أربع مؤسسات واشارت مريم لا يوجد عاقل في الدنيا يستطيع أن يستوعب ان هاتف عمليات البلدية عدد الموظفين فيه يصل الى (84) موظفا.
أحد العمال الوافدين قال ان غالبية العمال الوافدين غادرت البلاد من أجل قضاء عطلة الصيف وشهر رمضان وعطلة العيد في بلادهم والبلدية لم تقم بتعبئة النقص بدل الشواغر المغادرة كما ان معظم الاليات والكابسات معطلة وبحد قولة ( متراكمة ) في جورة حي معصوم مبينا بأنه يقوم على خدمة أربعة شوارع بتقاطعاتها من الساعة السابعة صباحا وحتى الساعة الواحدة والنصف ظهرا كما ان غالبية العمال الاردنيين يرفضون النزول للشوارع والعمل في مهنة النظافة.
وبالعودة الى تطور خدمات النظافة بالبلدية نجد هناك مفارقات عجيبة ففي عام 2002 وتحديدا في عهد المجلس الذي ترأسه ياسر العمري حصلت مدينة الزرقاء على شهادة أنظف مدينة في المملكة وفي حينها استحدثت دائرة النظافة التي كان عدد العمال فيها (613) عاملا ميدانيا وكانت الدائرة تحوي (42) ضاغطة كبيرة وحديثة و(4) كابسات صغيرة و(10) قلابات تعمل في تسعة تجمعات سكانية, لكن هذا العدد تضاءل عام 2008 حيث كان عدد الاليات العاملة بالنظافة يظم (22) الية ما بين كابسة وضاغطة متوسطة وصغيرة وكبيرة رغم زيادة عدد التجمعات السكانية والمواطنين.
وحسب تصريحات رئيس لجنة البلدية الحالي فان عدد العاملين بقطاع النظافة على الارض (650) من أصل (1500) عامل وهناك مشاغل الصيانة والميكانيك التي تحوي (300) موظف ما بين مهني وفني وعامل يعملون بالقسم وهناك المحروقات وشراء القطع ومصاريف المحطة التحويلية فالجدوى الاقتصادية بتبعية النظافة للبلدية في الوضع الراهن غير مجدية اقتصاديا وخدماتيا وماليا ولا تحقق رضا المواطنين عن الخدمات وبات من الضروري نقل هذه الخدمة للقطاع الخاص الذي أثبت جدارة وخدمة أفضل والدليل على ذلك خدمات النظافة المقدمة من القطاع الخاص في مدينة خادم الحرمين الشريفين.
وخلال لقاء شخصيات وطنية ونقابية وحزبية من أبناء الزرقاء بحزب الوحدة الشعبية تدارسوا خلالها واقع وتطلعات بلدية الزرقاء أجمع الحضورعلى ان البلدية بحاجة الى مجلس انقاذ.
وعلى مدار خمسة أيام حاولت العرب اليوم الاتصال برئيس لجنة البلدية من أجل الحصول على عدد الضاغطات العاملة بالبلدية الا أنه وطوال هذه الفترة كان يتهرب من الاجابة وقمنا بالاتصال بمدير المناطق نايف الخوالدة الا انه رفض الافصاح عن الارقام الا بعد أخذ موافقة من رئيس البلدية وكان الاتصال مع مدير العلاقات العامة وكانت الاجابات ترتطم بمخاوف اعطاء المعلومات التي تطلبها الصحافة.
(