قطعتم أنفاسنا أطلقوا سراح " مدونة السلوك الإعلامية "!!

 

 

 

الصحافة مهنة المصداقية، إلا حين نتعامل مع مستجدات الأحداث الحكومية التي يمكن أن تتوافق مع أية مصلحة فردية أو فئوية أو جهوية لا مع مصلحة الجمع والوطن...

وهنا يحضرني ما جرى من حراك حكومي شبق خلال الفترة الماضية شق الآفاق جلبة وصراخا واستنزافا للأحلام والآمال العريضة من خلال الترويج لتعديل مدونة السلوك الإعلامي والناظمة لتعامل حكوماتنا الرشيدة مع وسائل الإعلام...

ولكن المريع دائما في حراك حكوماتنا افتقادها للمسة الأخيرة وحسن النهايات والتخلص من الأزمات فأصبح ذلك عنوانا بارزا لكل مرحلة جديدة يدشنونها بجوامع الكلم والمؤتمرات الصحافية، مع أن السياسيين كانوا دائما يعيبون على الآخر استغلال ملكة اللغة وتجييش العواطف وتزييف الوقائع...

نقدر لكم عناءكم وعملكم للوصول إلى نتائج تزعمون أنها تبحث الهم الوطني وتعالج القضايا العالقة من شظف عيش وبطالة وهلاك محدق بالشعب وأنتم تطالعون الأمور وكأنها لا تعنيكم...

سيدتي الحكومة النشطة فوق العادة!!!

يبدو أن لا أحد يلحظ هذا الحراك الذي تزعمون أنه يستنزف طاقاتكم فهل سألتم أنفسكم لماذا؟؟!!

ليس جلد الذات في عرفنا الصحافي محببا أبدا، فكلنا نريد أن نعيش بهدوء وسلام وأمان واطمئنان، ولن ننتظر لقمة سائغة في يوم من الأيام بعد أن تكون قد رويت بماء كذب استمطرنا به رضا من يغضب رضاه هوانا فنحن شعب يتنفس الصعداء بهوى هاشمي حر كريم، بعيدون كل البعد عن الابتزاز والمساومة والمتاجرة بسمعة الوطن باسم المواطنة...

حراكات متتابعة لشتى فئات المجتمع ومختلف أطيافه السياسية والفكرية شهدها الشارع الأردني خلال الأيام القليلة الماضية وسيشهدها الأيام المقبلة، جميعها تصب في بوتقة الإصلاح على اختلاف مناحيه وجوانبه سياسيا كان أو اقتصاديا أو اجتماعيا...

ولعلّ ما سمي بمدونة السلوك الإعلامية هي أبرز أزماتنا والتي تشكل همّنا القديم الجديد أو بمعنى أدق وأكثر وضوحا هي الأزمة المفتعلة بين الحكومة السابقة والمؤسسات الإعلامية التي يكن لها الشارع الأردني كمّا هائلا من الاحترام لما تتمتع به من شفافية وموضوعية بعيدتان كل البعد عن نقر الدفوف ودق الصولجان...

وها نحن نعود من جديد رافعي أصواتنا:

ما الذي بقي يا وزير إعلامنا الأكرم بخصوص مدونة السلوك هذا الملف الشائك والذي يقع ضمن نطاق اختصاصكم، فقد استنفدت جميع الإجراءات الدستورية فماذا تنتظرون ؟!!

دعنا نناقش هذا الهم الحكومي باعتبارك زميلا سابقا وابن الميدان الصحافي والإعلامي... تباشرنا بك خيرا عند تبوئك هذا المنصب، وما زال الأمل معقودا في نواصيكم فهل تستخرجون تعديل مدونة السلوك أو المدونة الجديدة عن جاز التعبير وتطلقون سراحها من أدراجكم...

أم أنك سيدي رهين سياسات وجوائح حكومية مثلنا، فاختاروا سهما من كنانتنا ليبعثروا به أوراقنا ويغتالوا أحلامنا بك؟!!

أنت فرس رهاننا في هذا الميدان وأكاد أقسم بشرف المهنة على لسانكم بأنكم لن تلعبوا أي دور يتنافى وسجلكم المهني، ولن تقبلوا أن يستذكركم شارع الصحافة بمداد أسود اختلط فيه عناء الفقراء ولون العبثية الحكومية فدمغه غضب التلاعب بأرزاقنا ولقمة عيشنا، لكننا نستدرك في هذا المضمار شيئا وأحدا بأن النجدة لها أهلها، وشرف العمل الوطني المسؤول لا يكون باعتلاء الكراسي، فكم من مسؤول نزيه تنحى متنازلا عن كل شيء حتى لا يسجل له التاريخ أنه اعتلى مسرح الدمى في يوم من الأيام... متمنيا أن لا يكون جزاؤنا منك كـ " جزاء سنّمار "!!

H_jaghbeer@yahoo.com