يوميات رمضان ( 4)

 


 


تخمة..

لولا أن عمّي الطبيب قد أكد لي أن « وضعي الصحي « تمام، لبدأت ُ أشكّ في حالي. فأنا أقل شخص في العالم العربي يتناول كميات طعام سواء في « رمضان « أو باقي أيام السنة. لدرجة ان إحدى الزميلات قالت « إنت بتوكل مثل العصفور «. بصراحة إنبسطت لوصفي بالعصفور. هذا الكائن الرقيق.

نفسي مفتوحة تماما لتناول أصناف معينة . ولكنني عندما أتذكر « الخلاّطات « البشرية التي تزدهر في شهر رمضان والذي يُفترض انه شهر الزهد والتقوى والصيام، أتراجع عن الموائد باستثناء بعض الدعوات التي أتعرض لها بحكم « المجاملة « لأصحابها. ويكون الكلام فيها أكثر من التهام الطعام.

أتأمل كائنات ، يُفترض انها صائمة وأصحابها يطوفون بالموائد ويملأون أطباقهم ب « تلال» الأرز واللحمة والدجاج والسلاطات والطبيخ الحامض والمالح والدلع . وهو ما يحدث في الدعوات والفنادق، وأستغرب أين يذهبون بكل هذه الكميات من الطعام. معقول الإنسان الصائم لديه النفس لالتهام عشرة انواع من الطعام بأنواعه المختلفة والمتناقضة؟

هل معدة هؤلاء تختلف عن معدتي؟

انا لم أُجر عملية « ربط « للمعدة كما فعل بعض النجوم. يعني طبيعي.

صحيح بحب « قلايات البندورة « وأمسح « القلاية « وأجعلها نظيفة مثل الصحن الصيني، لكن كميات الشحوم والدسم والمكرونات والارز و « جبال « المواد الدسمة ، تحتاج الى « خلاطة « كتلك التي نراها في الشارع ومكتوب على قفاها « كيف ترى قيادتي»؟

هل أنا « طبيعي» أم أذهب الى طبيب نفسي لفك « عقدتي « من التهام الطعام « مثل باقي الكائنات؟

بصراحة نفسي أصير « تنبل « ، بس مش في الأكل . في السياسة فقط.

ولّ عليها السياسة شو « زنخة «!!

talatshanaah@yahoo.com