طيب شو أدرس ؟

طيب شو أدرس ؟

 

بقلم: شفيق الدويك

 

 

لا تقل، بالطبع، حيرة حامل شهادة الدراسة الثانوية العامة عن حيرة الأهل فيما يتعلق بالتخصص الأنسب و الأمثل الذي ينبغي التسجيل فيه، و تظل الأسر و الطلاب يفكرون و يستشيرون القريب و البعيد و الحيرة ضاغطة على أعصاب الجميع، لأن مسألة إختيار التخصص المناسب تعتبر مسألة مصيرية وحاسمة يتحدد على ضوئها مستقبل الطالب المهني و نمط حياته العملية و الخاصة.

 

و يخضع القرار النهائي فيما يتعلق بالتخصص المنشود الى الكثير من الرفض و القبول و المراجعة و التعديل بسبب النقد و التشجيع و الإحباط،  و يعود ذلك الى تفاوتات متعلقة بالتحصيل العلمي للمحيطين بالطالب ، تفضيلاتهم،  خبراتهم، تجاربهم، توجهاتهم، معتقداتهم و إختلافات في شخصياتهم.

 

على الطالب أن يعي تماما بأن ما يحصل في هذه الأثناء هو أمر طبيعي يمارس في كل بيوت الناجحين في الثانوية العامة، لكن غير الطبيعي هو المبالغة في تعقيد المسألة من قبل الطالب أو أسرته و أهله و معارفه، و الإبقاء على حالة من الحسرة و الندم على إختيار تخصص معين دون غيره في أجواء الأسرة في نهاية المطاف.

 

على أهل الطالب تقييم قدرات إبنهم و إمكانياته العقلية، مع الأخذ بعين الإعتبار أن الطالب هو الذي يجعل للتخصص قيمة عالية، من خلال تميزه فيه و حرصه على الإلمام بكل جوانبه.

 

لقد تولى مناصب رفيعة عندنا رموز درست اللغة العربية، أو اللغة الإنجليزية، أو علم النفس، أو العلوم السياسية، أو المحاسبة أو إدارة الأعمال.

 

أترككم مع القصة الطريفة الواقعية التالية: عندما ظهرت نتائج الثانوية العامة، كانت أدنى علامة لأحدهم، و هو من معارفنا، هي علامته في اللغة الإنجليزية. أقسم والده على أن يدرس إبنه اللغة الإنجليزية. و بالفعل، ذهب الطالب الى الجامعة و درس اللغة الإنجليزية، و بسبب تفوقه فيها عمل في مؤسسة دولية كمترجم رئيسي و لمع نجمه و تألق في عالم الترجمة.