حجاب.. يجب ان يتبعه حجاب قيمي أخلاقي
بعد ان أعلنت الفنانة المعروفة «حلا شيحة» فجأة وللأسف الشديد قرارها بخلع حجابها بعد 12عامًا من ارتداء الحجاب، واعتزال الفن وزواجها من داعية كندي, اعلنت ايضا عودتها للفن والتمثيل كي تكتمل الصورة ويكتمل المشهد..! وبعد ان علّق ايضا احد رجال الفتوى في عالمنا العربي قائلا: (إن إكراه الناس على الدين أو الالتزام لا يجوز وليس له أصل في الشرع مستشهدا برأي جمهور الفقهاء فيما يتعلق بقضية الحجاب، وهو جواز كشف المرأة للوجه والكفين، أما جسدها فهو عورة، مشيرًا إلى أن المرأة التي لا تلتزم بارتداء الحجاب ليس فيه إكراه والجميع له الحرية فيما يختار).
بعد كل ذلك, اقول: لا يوجد اثنان عقلاء يختلفوا على اهمية ومكانة حجاب المرأة في الدين ومن ينكر ذلك له عذاب عظيم من رب العامين, لكن وبكل صدق وصراحة, حجاب المرأة يجب ان يتبعه حجاب قيمي اخلاقي آخر كبير, نعم اقول حجاب قيمي اخلاقي في الاقوال والافعال معا, فكثير من العمليات الارهابية الدموية وكثير من عمليات السطوّ قامت بها نسوة محجبات في الشكل دون المضمون! وكثير من حالات الفتن الاجتماعية التي وصفها ديننا الحنيف بانها اشد من القتل قامت بها نسوة محجبات في الشكل دون المضمون! وكثير من حالات التفريق بين الازواج قامت بها نسوة محجبات في الشكل دون المضمون! وكثير من حالات القال والقيل واشعال الفتيل قامت بها نسوة محجبات ايضا في الشكل دون المضمون! وكثير وكثير.., والقائمة تطول ولا يتسع لها هنا المقام.
حجاب المرأة (لباسها) كما يعلم اولى الالباب يجب ان يتبعه حجاب قيمي اخلاقي, فنحن هنا دون ادنى شك امام حجابين, الحجاب الاول هو اللّباس المصنوع من القماش وله ثلاثة شروط اساسية والله اعلم, الشرط الاول اللّباس الذي لا (يصف) أي ان لا يكون ضيقا, والشرط الثاني ان لا (يشف) أي ان لا يخايل, والشرط الثالث هو ان (يستر) أي ان يعمل على تغطية كل اعضاء جسم المرأة, اما الحجاب الثاني يا معشر القوم والذي لا يقل اهمية عن الحجاب الاول هو الحجاب القيمي الاخلاقي الذي يجب ان تلبسه المحجبة والمتمثل في اقوال المرأة وافعالها, أي كل ما تتلفظ به المرأة سواء كان حرف او كلمة او جملة يجب ان يكون فيه دفئا وطيبا وخيرا ومخافة الله, وكذلك ان يعكس وقار المرأة في الحركات وفي الهمز والّلمز والغمز, وليس افعال كأفعال الشيطان كما نراه عند البعض منهن هذه الايام, وكلا الحجابين الاول والثاني يجب ان يكونا عن قناعة كاملة وراسخة وإلا فلا.
وفي هذا السياق اعتقد جازما (والله اعلم), ان من تُقرر ان تلبس الحجاب (لباس القماش) من النسوة دون قناعة كاملة وراسخة في العقل والقلب معا, فسيبقى قرارها في مهب الريح وسرعان ان تخلعه دون حسيب او رقيب كما تخلع الافعى الرقطاء ثوبها, واعتقد ايضا ان من لا تحمل الحجاب القيمي الاخلاقي في القول والفعل, فهي عارية الجسد والروح وهي (ممثلة) عالمية تجيد فن التمثيل ولن تلحق بها والحال هكذا ممثلات الغرف الحمراء في الليّالي الحالكات والعياذُ بالله.
وفي المناسبة بقي ان نقول: زوج الممثلة «حلا شيحة» وهو مكسور الخاطر هذه الايام من قرار زوجته وهو داعية كندي الجنسية اعلن اسلامه من زمن بعيد, نعم اعلن اسلامه قولا وفعلا, كان موقفه من قرار زوجته حلا شيحة الاخير بالرفض وقد عبّر عن ذلك بحرصه وخوفه وحفاظه على جسد وجسم و(لحم) زوجته حلا شيحة ناصحا اياها العودة عن قرارها المتعلق بخلع حجابها,..ونحن وما ادراك ما نحن للأسف الشديد في عالمنا العربي المضحك المبكي خائفين كل الخوف على (اللحم) السوداني وعلى (اللحم) الروماني وعلى (اللحم) البلدي على مناسف التبذير ومناسف النفاق ومناسف المصالح الدنيوية الزائلة,..نعم امثال تلك النسوة في حياتنا اليومية وهن كثر قد لبسن حجاب الدنيا في الشكل دون المضمون, وتركنا نحن معشر الرجال نساءنا وبناتنا يخلعن للأسف الشديد حجاب الآخرة حجاب القيم والاخلاق,..ومع كل ذلك ندعي اننا من المبشرين بالجنة.