سلطان الحطاب يكتب : أوضح الرسائل .. ما كان من مخيم البقعة !

زيارة الملك عبدالله الثاني لمخيم البقعة تحمل طابعاً خاصاً مختلفاً عن زياراته الاخرى للمحافظات والالوية والبادية وان كانت تلتقي في هدف ان الجميع ابناء شعبة وان هذه الالوان تشكل الوحدة الوطنية !!

من مخيم البقعة اطلق الملك رسالة واضحة وهي حق ابناء المخيم الذين سببت حرب عام 1967 في اخراجهم من الضفة الغربية الى الضفة الشرقية وقد كانوا وما زالوا اردنين في تبعيتهم بحملهم الجنسية الاردنية قبل فك الارتباط وبعده .. وما زالوا ..

المقيمون في مخيم البقعة وقد يصل عددهم الى 100 الف نسمة وهم يشكلون اكبر تجمع سكاني بين (130) مخيما في المملكة وفي الداخل الفلسطيني والخارج يتطلعون للعودة الى التي ستكون في الدولة الفلسطينية المطلوب اقامتها وان كانت نسبة منهم كانت لاجئة في الضفة الغربية قبل ان تلجا مرة اخرى الى الضفة الشرقية..

الرسائل تاتي في وقتها ولها دلالة واضحة للاردنيين والراي العام الدولي ولاسرائيل والولايات المتحدة حليفة اسرائيل والمعنية باي تشوية ..

العودة الى الارض التي احتلت عام 1967 والتعويض ايضا للاجئين الذين خرجوا من ديارهم عام 1948 ..

والواو (اضافة) وليست خيار من اثنين ( العودة والتعويض) الرسالة الملكية تؤكد الثوابت الاردنية في ان هذا الجزء من المواطنين الاردنيين لهم حقوق لا يلغيها الزمن وهي غير قابلة للتصرف ولا يلغيها انهم خارج فلسطين .. ولذا تأتي هذه الرسائل عشية ذهاب القيادة الفلسطينية الى الامم المتحدة لتوليد الدولة الفلسطينية في ايلول سبتمبر القادم من هذا العام ليجد العالم في الامم المتحدة حيث تبحث القضية ان هناك ما زالت مشكلة لها امتداد اقليمي ودولي هي مشكلة يقف فيها الاردن شريكا يبحث عن حل لقضية جزء من شعبه يقيم على الارض الاردنية وقد انتظر الاردن سواء في معاهدة السلام الاردنية او بعدها بحث هذه القضية .. فالفلسطيني هنا وفي الخارج يرفض التوطين مثل الاردني وقبله ويرفض كل الخطط الاسرائيلية القائمة والواهمة سواء استمرار الاحتلال للاراضي الفلسطينية عام 1967 او ما يسمى بالوطن البديل حتى الفلسطيني في المخيم ( البقعة ) لا يلغي حقهم في المواطنة الاردنية التي يعيشونها باختيارهم الى ان يعودوا ولا يلغي حقهم في عيش كريم واسناد وخدمات تقوم بها الدولة وقد عبر عن ذلك الملك عبدالله الثاني حين امر بانفاذ مطالب واحتياجات سكان المخيم وتحسين الخدمات لهم فالمخيم على رمزيته ليس مكانا مقدسا وهو ليس نص شعري او شعارا انه بيئة ومكان حياة لا بد ان تكون صحية وانسانية وبما يتناسب مع كرامة الانسان وعيشه الكريم...

سكان المخيم معظمهم يعملون خارجة وهو مواطنون لهم حقوقهم وعليهم واجبات ومن العدالة ان يتساووا مع غيرهم من المواطنين وزيارة الملك للمخيم تاكيد على ذلك فقد اثبت سكان المخيمات في الاردن انتماء يلفت الانتباه ويقدم نموذجا لما يحب ان يكون عليه المواطن الحريص على امن بلده واستقراره ...

لمخيم البقعة نواب انتخبهم اهل المخيم حسب قانون الانتخاب وعلى هؤلاء النواب ان يرفعوا اصواتهم لمساعدة اهل المخيم في تحقيق طلباتهم التي تحدث عن تلبيتها الملك ولديهم الان فرصة لذلك لجعل الحكومة تسرع في التلبية قبل ان تفتح صناديق الانتخابات القادمة ..