منع المسيرات في الاردن

 

آن الاوان ان تعود الدولة الى دورها الاساس،وان يتم ترتيب الملف الداخلي بكل مافيه،وترتيب مؤسساته الرسمية من حكومة،وغيرها،والخروج من حالة التراجع جراء مايمكن تسميته بالمخاوف من «الربيع العربي» الذي ثبت انه خريف في خريف.

استرخت الدولة طوال شهور،وقبل هذه الشهور،تم التراخي ازاء قضايا كثيرة،حتى بات صعباً اقناع مواطن بعدم نصب خيمة «طهور ابنه» في منتصف الشارع،وهكذا قس على كل القضايا،حتى برز الفرد باعتباره الدولة وغابت الدولة باعتبارها الاضعف.

يكفينا مسيرات،من وسط البلد الى اي مكان اخر،بما في ذلك المحافظات والاطراف،لان رسائل المسيرات وصلت،والمطالب باتت معروفة،فلماذا يتم تكرارها الا اذا كان اصحابها يعتقدون ان عمان الرسمية صماء ولاتسمع.

لو ذهبت المعارضة لدينا قدس الله سرها وسألت تجار وسط البلد عما تسببوا به لهم،لاكتشفوا انه خربوا بيوت الناس،وتم تدمير يوم الجمعة باعتباره الوحيد الذي يستفيد منه هؤلاء،والذي يهتف في وسط البلد،لايسمع شتائم الباعة خلف ظهره.

المعارضة بذريعة مطالبتها بحقوق المواطنين تدوس على حقوق مواطنين اخرين!ومن يجرؤ على الكلام والاعتراض يأتي الرد عليه بصوت جهوري وخطبة عصماء فوق رأسه وتخوينه ووصفه بالمتزلف وبكونه من كتاب التدخل السريع!!.

المسيرات يجب مراجعتها،والعودة الى هيبة الدولة قليلا،ليس اعتداء على حرية احد،بل لان»الزائد اخو الناقص»،وبعض المتحمسين ينامون في رمضان،لان رمضان شهر قيام وسحور وقطائف وبحث عن الزوجة الثالثة،دون ان يجيبوا عما تسببوا به من اضرار لاقتصاد بلد،وسمعة البلد باعتباره يفقد استقراره.

في ذات الوقت فان الاعتدال في المزاج السياسي يفرض التنديد مجدداً بضرب الناس والاعتداء على كراماتهم من دوار الداخلية الى وسط البلد،وصولا الى ساحة النخيل،وقد عشنا حتى رأينا المواطن يضرب مواطناً،وهي افعال قبيحة بلا شك.

ليقل لنا متحمسو المظاهرات كيف يستمرون في هذه «الهيزعيات» وقد رأينا خراب مصر وفوضى تونس وخراب الشام،وانهيار اليمن،وغرق ليبيا،فأي انموذج يريدون،وعن اي تجربة يدافعون،وبأولاد من يلعبون،في قمارهم «الحلال» على بيوتنا؟!.

القضايا لم تعد قابلة للمجاملات،والمعارضة لدينا عرفية اكثر من الحكومات،واذ تكتب ما لا يرضيها احياناًَ،وتصطف معها احياناً،فهي تريدك طبالا تمشي معها كما تشاء والا فاللعنة عليك وعلى آبائك واجدادك،باعتبار ان مفاتيح الجنة لديهم وحدهم.

هذه الفوضى يجب ان تنتهي،وعلى كل واحد ان يعود الى بيته،وان لايأخذ البلد الى جهنم الحمراء،ويكفينا ان الدولة لايوجد بينها وبين كل الناس ثأرات دم،وعلى بعضنا ان يتذكر ان البلد ليست ملكاً لابيه وحده حتى يقرر مسارها.

نفاق رخيص،والذي يتم ضربه بقنوة في عمان تقوم الدنيا لاجله،ويسكت ذات الغاضبين عن ذبح المئات في الشام،في نفاق يسبب الغثيان،ولم يعد مناسباً معه السكوت،ولا مجاملة من لايستحق اصلا.

لو حكمت المعارضة لدينا،او تسلم المتظاهرون الحكومة،فعلينا ان نتخيل مالذي سيصير اليه حالنا،مع هكذا نوعيات تنصب المشانق للرائح والقادم،ولاتتقي الله ابداً في هذا البلد،خصوصاً،بعد رؤيتها لكل مايجري في دول عربية اخرى.

ادفع مليونا من الدنانير لمن يجيب على السؤال التالي:كيف يستمرون في المظاهرات والمسيرات في عمان والمحافظات،وقد شاهدوا بعيونهم نتائج الفوضى الخلاقة في كل الدول العربية،وهل يريدون نسخ احد هذه النماذج بشكل متعمد؟!.

هؤلاء مجرد باحثين عن شهرة وعن دور،والا كيف يرفض هؤلاء التعديلات الدستورية وهي لم تخرج الى العلن بشكل رسمي،ويتم رفضها قبل معرفة تفاصيلها،في مشهد يؤكد عدمية هؤلاء،ومقامرتهم ببلد كامل.

ترتيب البيت الداخلي يبدأ بعدة قضايا ابرزها مراجعة اداء الحكومات وبقية المؤسسات،والخروج من حالة التلكؤ والمراوحة والتأمل،واعادة انتاج المشهد الداخلي بشكل يرضى عليه الناس،وتطبيق العدالة والمساواة ومنع الفساد ومحاربته.

نقول لهم:كفى،لاننا نصطف مع حقوق الفقراء والمظلومين والمساكين من شعبنا،ولاننا نعرف ان نخبتنا تتاجر بآلام هؤلاء،وتسمسرعليهم تحت عنوان الدفاع عنهم فيما هدفها الاستيلاء على الحكم.