جيش وأمن عام ودرك ومخابرات


صحيح أنّ تفجير الفحيص يأخذ شكلاً بعيداً عمّا عُرف عن تنظيم "داعش”، حيث العمليات الانتحارية بشكل أساسي، ولكنّ الظروف المرتبطة تلقي بالاتهام على ذلك التنظيم حتى يثبت العكس.
من الواضح أنّ "داعش” يفقد وجوده ونفوذه في المناطق السورية المحاذية للحدود الأردنية لصالح الجيش السوري، وبتنسيق مؤكد مع قواتنا المسلحة التي منعت اقترابه من أراضينا، بل اشتبكت معه ميدانياً وقتلت بعضاً من عناصره قبل أسبوع وفق بيان رسمي.
رئيس هيئة الأركان الفريق محمود فريحات توقّع هذا الأمر قبل الآن بنحو سنتين إلاّ قليلاً في مقابلة "بي بي سي” الشهيرة، وبل أعلن قبل أسبوعين :”علينا أن ندرك بأن بلدنا مستهدف مما يستدعي من الجميع تفويت الفرصة على كل المتربصين بأمن الأردن واستقراره”، وكان ذلك في الكلية العسكرية الملكية.
فقدنا أمس الأول الشهيد بإذن الله علي قوقزة، ومِن رفاقه الستة مَن هم بحالة الخطر، ولكنّ ثقتنا بالجيش الذي يحمي الحدود ليس لها حدود، وكذلك هي ثقتنا بالأمن العام والدرك، أمّا المخابرات العامة ففي تقديرنا أنها ستكشف قريباً الخلية التي نفّذت، وهذا ما تعوّدنا عليه على مدار سنوات العمر، ويبقى أنّ على الجميع أخذ الحيطة والحذر عنواناً للحياة، ففلول "داعش” وصلت درجة الجنون بعد دخولها الفصل الأخير من مسرحيتها العبثية.