الفيصلي .. لقب الدرع صنعته الدموع

 


 




شكلت خسارة الفيصلي لحارس مرماه المرحوم زبن الخوالدة، تحديا من نوع خاص حينما تملكته رغبة جامحة لحصد اللقب تقديرا وتخليدا لروح فقيدهم، فبرغم انهمار الدموع .. والحزن المدهش الذي سكن محيا نجومه إلا أنهم تحلوا بالعزيمة والإصرار لحصد لقب حمل اسم فقيد سيبقى عزيزا على قلوب جميع الرياضيين في وطننا الحبيب.

جاء المشهد حزينا .. كئيبا.. غريبا.. وكم أخذتنا الامنيات لو كان زبن الخوالدة متواجدا بين كتيبة الفيصلي ليعيش فرحة كان ينتظرها.. ليعيش فرحة أسهم في صناعتها.. ومع ذلك كان زبن الغائب الحاضر في المشهد النهائي.

فاز الفيصلي بهدف على نظيره شباب الاردن .. والهدف جاء قبل النهاية بدقيقتين بمعرفة قائد الفريق حسونة الشيخ حينما لحق بعرضية عبد الاله الحناحنة ودكها برأسه داخل الشباك معلنا عن عودة الفيصلي للواجهة بلقب صنعته الدموع والإرادة والإصرار حتى ينجزوا ما كان يحلم به زبن الخوالدة.. فكان الفيصلي على العهد والوعد.

الفيصلي ومنذ البداية أطلق العنان لحرابه الهجومية بحثا عن هدف مبكر يعزز حظوظ الظفر باللقب الغالي .. وظهرت محاولاته لكنه عانى من سوء اللمسة الأخيرة ومحدودية خياراته التي انحصرت في غالب الأحيان على فتح الأطراف دون أن نشاهد محاولات للتوغل من العمق أو محاولات لاشهار سلاح التسديد من بعد ، وهو ما منح مرمى أحمد عبد الستار حارس شباب الأردن الأمان خصوصا أن شباب الأردن تعامل بواقعية ومنطق مع تطلعات خصمه وحاول أن يمتص اندفاعه المبكر من خلال اللجوء الى تمتين الخط الخلفي مع الاعتماد على شن هجمات خاطفة تمتاز بالسرعة.

الشوط الأول كانت فيه الأفضلية تميل لمصلحة الفيصلي، لكن محدودية خياراته الهجومية الى جانب عدم اعتماد شباب الاردن الاسلوب الهجومي بشكل مباشر، أسهم في جعل الفرص محدودة وتكاد لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، وربما كانت أخطر فرصة في المباراة من نصيب مؤيد أبو كشك عندما (غمز) كرة رأسية بدهاء يحسد عليه لكن عبد الستار تألق في التصدي لها.

شباب الأردن طبق تكتيكا راقيا، وظهرت حالة الانسجام بين لاعبيه بشكل واضح، وهو ما جعلهم يتناقلون الكرة في منتصف الميدان بصورة مثالية، لكن دفاع الفيصلي بقيادة البزور كان هو الآخر حاضرا بقوة لذلك كانت تجيء محاولاتهم خجولة تارة.. وخطرة في تارات أخرى لكن دون أن تنجح أي محاولة في زيارة شباك أبو لاوي .. فكان الشوط الاول ينتهي سلبيا.

الشوط الثاني كان يشهد ضربة قاسية وجديدة للفيصلي عندما سقط حارس مرماه بلال أبو لاوي مغشيا عليه نتيجة اصابة ألمت به في الشوط الاول، وهو ما اضطر الفيصلي بالزج بحارس مرماه الشاب نور الدين بني عطية، وشكلت هذه الضربة أيضا تحديدا جديدا للاعبي الفيصلي الذين أعلنوا – رغم كل شي- عن بداية قوية كادت تتكلل باحراز هدف التقدم حينما استلم النواطير كرة نموذجية على حافة منطقة الجزاء ولعبها بأسلوب أوروبي لكن العارضة نابت عن عبد الستار في التصدي لهذه المحاولة.

المدير الفني لشباب الأردن ربما استعجل بعض الشيء في اجراء التبديلات حينما اجرى تبديلين سريعين مع بداية الشوط الثاني فزج بانس جبارات ثم ألحقه بالزح بعوض راغب،حيث لم تأت هذه التبديلات بشيء جديد وظل الايقاع الهجومي لشباب الاردن هادئا، وفي الوقت الذي كان يتهيأ فيه الجميع لمشاهدة شوطيين اضافيين، كان عبد الاله الحناحنة وبغفلة من الجميع يعكس كرة طويلة، استقبلها حسونة الشيخ من خلف المدافعين وزرعها برأسه داخل الشباك مانحا فريقه هدف السبق واللقب.

انتهت المباراة معلنة فوز الفيصلي بلقبه السابع.. واستحق شباب الاردن التحية على ادائه الناضج .. لكن التساؤل الذي يفرض نفسه.. لماذا لعب المدير الفني لفريق الفيصلي ثائر جسام بمهاجم وحيد وهو أبو كشك رغم أن جسام أظهر نية هجومية واضحة بهدف التسجيل منذ بداية المباراة ، وهل كان مدرب شباب الاردن يفكرباستدراج الفيصلي لخوض ركلات الترجيح حيث جاءت اطماعه الهجومية محدودة وعانت من ضعف التفاضل العددي في المناطق الامامية؟، الاجابة نتركها لكم .. لكن في النهاية نستطيع القول بأن شباب الاردن امتاز بقوة دفاعه لكن الضغط يولد الانفجار.. وهو ما أعلنه حسونة الشيخ قبل النهاية بدقيقتين ليتوج جهود فريقه الهجومية بالهدف الثمين الذي فيه أنهى المباراة كونه جاء في توقيت يصعب على شباب الاردن تعويضه.