ليس لزيادة ملفات همومنا !!!!

ليس لزيادة ملفات همومنا !!!!!
ما يقارب اثنى عشر عام من الانقسام ما بعد فعل محرم وطنيا ... وما بعد دماء طاهرة سالت وارواح ازهقت .... وخراب عم البلاد واضر بالعباد وكوارث وازمات لا تعد ولا تحصى ولا تقدر بثمن لمن يبحثون ... ويسعون الى لملمة الجراح والاوراق .
وحتى اختصر بموضوع البحث حول مضمون المقال فأن ملفات الحكومة وتمكينها والموظفين واستيعابهم والامن وتوحيد اجهزته والمصالحة المجتمعية والشراكة بمنظمة التحرير ... فأن هناك من الملفات والازمات اضافة لما سبق لا يتحدث بها أحد :-
تمكين الحكومة وعودة السلطة الوطنية والامساك بزمام الامور وتوحيد المؤسسات واعادة بناء الاجهزة الامنية على عقيدة وطنية خالصة وليست حزبية ... وايجاد الحلول للمشاكل العالقة لا يعترض على كل ذلك احد ... بل نؤكد على أهمية ايجاد الحلول بما يتوفر من امكانيات مادية بحكم دعم متقطع وغير منتظم يخضع لاعتبارات سياسية وسيزداد بمصاعبه كلما تقدمنا صوب اتمام المصالحة .
الحديث عن ملفات المصالحة والتي تجري التصريحات حولها واللقاءات حول فكفكة عقدها ... والى درجة المناكفة واستمرار التجاذبات ... وكأن كل طرف يمسك بخيوطه ... ويتمسك بمواقفه ... في واقع ان كافة الملفات التي يجري الحديث حولها لو تحققت وتم انجازها ستشكل بداية ... وليس نهاية .... لما هو أمامنا من ملفات عديدة ... قد يعتقد البعض بعدم أهمية التطرق لها في هذا التوقيت .... وعلى قاعدة كفى ما نحن فيه ... وعلينا ان نجد الحلول للملفات القائمة والمطروحة ... وباقي الملفات والازمات والكوارث ستجد حلولها بالسنوات والعقود القادمة ... وهذا الرأي لا يمكن ان يكون صحيحا ... بل هروبا من مواجهة الحقائق .... وقفزا عن الحقيقة وملابسات الواقع الذي نحن عليه .
اولا :- أذا ما تم التطرق الى ملف التعبئة التنظيمية الفكرية العقائدية والقائمة على مناكفة الاخر وحتى التنكر للاخر ... والى درجة كراهية الاخر ,... تحتاج الى جهد فكري وتعبوي لتصحيح ما تم ... وتصويب افكار قائمة وفي هذا الملف الكثير الكثير مما يجب عمله تنظيميا ثقافيا فكريا تعبويا اعلاميا ومجتمعيا .
ثانيا :- ملف الظواهر المجتمعية والسلوكيات والانحرافات وقضايا الادمان والانتحار والفساد والكثير من الظواهر التي تعمل على احداث شرخ مجتمعي يجب ان تعمل كافة المؤسسات والقوى السياسية على معالجته ومتابعته .
ثالثا :- ملف العاطلين عن العمل من الخريجين الجامعيين وعشرات الالاف من المهن المختلفة من عمال وفلاحين ومهن صناعية والذين يحتاجون الى مشروعات والى خطط واستراتيجيات صناعية وانتاجية واقتصادية تنموية للمساعدة على حل مشاكلهم وازماتهم الحياتية .
رابعا :- تدني مستوى الدخل وزيادة معدل الفقر بصورة ملحوظة والابقاء على الاعتماد على المساعدات والاغاثة في ظل سياسة تقليصها والى درجة الانتهاء منها في ظل المؤامرة على الأونروا والنتائج التي ستزيد من الازمات ولا تقلل منها .
خامسا :- تدني مستوى التعليم والخدمات الصحية والبلدية ومجمل الخدمات الحياتية مثال الكهرباء والمياه غير الصالحة للاستخدام الادمي وتهالك شبكات الصرف الصحي واختلاطها بالمياه وتلوث البحر والبيئة مما ينذر بأخطار وامراض يصعب مواجهتها .
سادسا :- تراكم الازمات الاجتماعية النفسية والعصبية وتعقيدات الحياة ومصاعبها التي افقدت الالاف الكثير من توازنهم النفسي والمجتمعي وجعلتهم يعيشون حالة الاغتراب داخل وطنهم ... وهذا ما يحتاج الى الكثير من العمل والمتابعة وتوفير الامكانيات التي يجب ان تتوفر للمساهمة بايجاد الحلول .
سابعا :- تعزيز ثقافة الديمقراطية وحرية الرأي وتنظيم الحياة السياسية على أسس صحيحة يحترم كل منا الاخر وعلى قاعدة الاقلية والتزامها برأي الاغلبية ... والاغلبية واحترامها لرأي الاقلية على طريق بناء مجتمع وطني ديموقراطي .
ثامنا :- تنظيم قانون الاحزاب والقوى السياسية على اسس وطنية وعلى قاعدة ومنطلقات مصالح شعبنا وقضيتنا وبعيدا عن الاجندات الخارجية والارتباطات العقائدية والسياسية ومنع المال السياسي ووقف تأثيراته وانعكاساته السلبية على العلاقات الوطنية .
تاسعا :- الالتزام بالقانون وعدم القبول بتجاوزه وعلى الجميع ولا استثناء في ذلك .
عاشرا :- اعتماد اسلوب الانتخابات الديموقراطية وعدم تجاوز المدة القانونية المنصوص عليها تحت أي مبرر او ذريعه يمكن ان يتم تسويقها او التستر حولها .
الحادي عشر :- انهاء حالة التوظيف العشوائي واعتماد سياسة التوظيف وفق الاحتياجات والكفاءة المهنية وبعيدا عن الانتماءات الحزبية ومن يحاولون تسميتهم بأهل الثقة على حساب أهل الكفاءة .
الثاني عشر :- تعزيز الثقافة الوطنية واعلاء شأنها وعدم القبول بتجاوزها حتى وان كان على ارضية الثقافة الحزبية لاسباب ذات علاقة بالمنافسة والتي تعتبر منافسة سلبية بحالة المنازعة والتعطيل والتخريب على ثقافة وطن .
الثالث عشر :- تعزيز ثقافة العمل والانجاز والابتكار وعدم القبول بحالة الاستكانة والانتظار لمساعدة من هنا وهناك .
هناك الكثير مما ينتظرنا من ملفات تحتاج الى تخطيط تكتيكي واستراتيجي وامكانيات وكفاءات علمية حتى نتمكن من معالجة ما ينتظرنا من تحديات وازمات .
ان اختصار الحديث حول ملفات بعينها وكأنها المدخل والنهاية لواقع أفضل ... مسألة تحتاج الى مراجعة والى نظرة شمولية ... وحتى لا نبقي انفسنا امام بعض الملفات وكأنها مقدسة ... بينما باقي الملفات والتحديات لا أهمية لها .... وهذا لا يعبر عن حقيقة الواقع بل يتجاوز الكثير من الحقائق على واقع الارض .
الكاتب : وفيق زنداح