فرار من سجن الوطن

فرار من سجن الوطن

عاهد الدحدل العظامات

حالُ الشباب في الأردن أشبه بحالِ ذلك السجين الذي ينتظر لحظة الافراج عنه ليبدأ حياته من جديد، لتعود له روح الحرية من جديد، وليعانق الحياة من جديد. بل إنّ حال الشباب الأردني أشدُ ألماً من حال السجين الذي قد يكون على دراية بموعد الإفراج عنه، بينما في الأردن أنت تعيش سجين الواقع المرير الذي لا تعرف متى له أن يتغير.

كل الذين تقدموا لوظائف قطر هم يريدون الفرار من سجن الوطن ، يسارعون وراء واقع أفضل، ومستقبل واضح لا يكتنفه الغموض ويحطه المجهول، كل أولئك يأسوا من الواقع، ولم تعد الخطابات العاطفية تُقنعهم، كل أولئك أصبحت الغربة بالنسبة لهم وطن، ويفضلون الهجرة على البقاء في وطن ليس لهم، ولم يعد الشباب عماد مستقبله، هي أصلاً كانت كذبة السنين الطوال الذين كانوا يدغدغون بها وبكثير من مثلها من العبارات الوطنية عواطفنا.

صارَ الواحد منا يجد في الغربة مُتنفسا له بعد أن ضاق علينا الوطن ولم يعد يتسع لنا، فكل شيء فيه مُحطم لآمالنا ويُميت روح الأمل فينا اذا ما أحييناها، ذات وجه جديد، يُلقي علينا بوعوده، ومن ثم يتنصل من تطبيقها وتحقيقها، وكأننا حقل تجارب يفعل بنا المسؤل ما يريد.

عشرة آلاف وظيفة عمل فقط ستوفرها قطر للاردنيين، بينما الأعداد المتقدمة لطلبات التوظيف هي أكثر من ذلك بكثير، بما معنى أن الذين لن يشملهم التوظيف وهم أعداد كبيرة جداً، سيبقون تحت رحمة الانتظار، فهل ستدرس الحكومة بكل جدية ملف الباحثين عن عمل، وتبحث عن حلول مُبتكرة من شأنها أن تُخفف من أعداد العاطلين عن العمل... شخصياً لا أعتقد خصوصاً في هذه الأوضاع الإقتصادية الصعبة التي يمر فيها الوطن.... فما الحل؟

إن حظينا بفرصة الفرار من سجن الوطن، فلن نتوانى وسنترُك الوطن لكم بما فيه، لأن الوطن بالنسبة لكم جنة تتنعمون بخيراته وتأكلون منه ما تشتهون، أما بالنسبة لنا فهو سجن وتُهمتنا فيه صادق الحب والأنتماء, لكن حان آوان إطلاق سراحنا، او حتى الفرار...