أبواق الفتنة إلى الجحيم

لا أدري لماذا كلما حاول الأردن وضع قدمه على أرض صلبة وسط محيط ملتهب ذي أرضية لينة وطرية،انبرت ابواق بإغلاق الطريق امامه، فتلجأ تارة لجلد الذات وتشويه سمعته، وأخرى للتشكيك بمواقف قيادته، وكأن الأمر من وراء ذلك يمكن في ثني الأردن عن تطوير ذاته وبناء قوته. فكلما انبرت الماكينة الاعلامية الأميركية لتسليط الضوء على الشرق الاوسط الجديد انبرت بعض الأقلام والأصوات لتمييع الحالة الأردنية والصاق كل ما يقال من سوء وأفعال تآمرية بها وكأننا نمور وردية ومخلوقات هلامية، تتشكل بالريموت لخدمة هذا ورعاية ذاك. إن الحقيقة التي سجلها التاريخ للاردن وشعبه تقول اننا شعب قاس ليس من السهل كسره وخلعه، كما أن الأرض الأردنية صلبة ليس من السهل تشكيلها وحفر انفاق بها وفقا للاهواء الخارجية. نعم نعترف باننا نعيش أزمة داخلية وخارجية تكاد تكون الاخطر من بين الأزمات التي عاشها الاردن منذ تأسيسه، ولكن ما يجري هذه الايام من تشويه لصورة الأردن وشعبه يثير اكثر من تساؤل لدى الرأي العام الاردني، اذ يلاحظ وجود تقاسم ادوار بين القائمين على تشويه صورتنا، فعلاوة عن التهديدات والاتهامات التي يوجهها الارهابيون للاردن من بعض الدول، إلا أننا نرى هناك ابواقا اعلامية مفضوحة يضمون اصواتهم الى من أطلق التهديدات والاتهامات لنا، وهي جهات معروفة الخطط والتوجه ولسنا بحاجة لبذل جهد لمعرفتها. فتقاسم الادوار بين أعداء الأردن يهدف بدقة الى اثارة فتنة في الاردن قد ندفع ثمنها باهظا لا قدر االله إن لم نتسلح بالوعي والوطنية لإبعاد شبحها عن ارضنا الصلبة. فالذين انيطت بهم مهمة مهاجمة الأردن وقيادته عبر الابواق الدعائية، كلفوا بالضرب على وتر الطائفية ففشلوا،وكلفوا بالعزف على لحن الإقليمية ففشلوا، وتطاولوا على سدة قيادتنا الهاشمية ومحاولة إيجاد شرخ بها ففشلوا، ولن يكتفوا بذلك، بل سيلجاون إلى ابتكار مواجهات أخرى، وبعون االله سيفشلها وعي الشعب والتحامه بقيادته. فالاكثر غرابة هذه الأيام بروز أصوات نكرة تدعي المعارضة من الخارج، وتشكل حكومات وهمية، متناسين هؤلاء بأن الشعب الاردني صعب للغاية ولن يقبل تحت اي حجة او ذريعة لأحد ان يفرض عليه قيادته. وعليكم ان تتذكروا ايها الاردنيون أن الاحتلال الأميركي لم يجلب النفع والأمن للعراق وليبيا، والشواهد التاريخية اليومية المعاشة على صدق ما اقول كثيرة وماثلة للعيان. فالتاريخ السياسي للولايات المتحدة في التعامل مع الآخرين يؤكد لنا بأنه لايبحث إلا عن مصالحها في كل بقعة يضعون القدم فيها، فيعمدون لاثارة الفرقة والخلافات بين سكان الدول وقياداتهم، لتأخذ هي زمام المبادرة براحة بال لتمرير مشاريعها وتنفيذ مخططاتها حتى ولو كان ثمنها سيلا من الدماء. فالعاقل الاردني هو الذي يتفهم حاجة وطنه وخبث ألاعيب غيره ويضع نصب عينيه رعاية مصالح ارضه وشعبه ولا يتأثر بالشعارات البراقة الخادعة التي تصدر من هنا وهناك. فكل طبخة غير اردنية سيكون مذاقها مراً عالعلقم ، فلقد جربنا كل الطبخات لن نجد اطيب طعم من المنسف الهاشمي والمقلوبة الأردنية.