البحث عن هزّاع ووصفي...
البحث عن هزّاع ووصفي...
هزّاع ووصفي يجبروننا على أن نكتب عنهم كلّ لحظة ودقيقة وساعة لأنّهم استحقّوا ويستحقّون...، وهل هناك أفضل من الحديث عن نجاحهم الدّائم...؟ ذلك النّجاح السّهل المُمتنع، والذي أقلّ ما يُقال عنه بأنّه نجاح جاء بروح فريقٍ واحدٍ لا بجسدِ رجلٍ أوحد...!
لقد أثبت هزّاع ووصفي بأنّه وكما هناك في لعبة كرة القدم قاعدة تنصُّ على أنّ البقاء للأصلح والأفضل؛ كذلك هناك قاعدة مشابهة لها في لعبة الانجاز السّياسي واستمراريّته، وفحواها تنصُّ على أنّ الانجاز السياسيّ الحقيقيّ والصّعب لا يتأتّى إلاّ بالعرق والمجهود...، وفي الحرفتين...؛ الملعب هو الفيصل في استمرار اللاّعب وديمومته...!
هزّاع ووصفي أحدهما كالنّجم الذي أضاء وغاب...، حقّقوا ببرهة قصيرة نجاحاً تاريخيّاً في أغلب مناحي حياتنا وأهمّها السّياسيّة، فلما عجزنا ونعجز عن تحقيق انجازات أخرى مماثلة لهم في السّياسة والفنون والعلوم والاقتصاد مثلاً وبقيّة المجالات...؟! أليس من حقق ذلك الإنجاز السّياسي وغيره هما أردنيّان عاشا معنا ولا زالا يعيشان بيننا؟ مالذي جعل إنجازهم (وحيداً) كفرعٍ نما في صحراءٍ ولا ينتمي إلى شجرة أكبر تضمّ بقيّة شئون ومجالات وشخوص الحياة الأردنيّة...؟
ولنحقّق ما حقّقه هزّاع ووصفي ومعهم الشّرفاء في السّياسة؛ علينا أن نحذو حذوهما بتطبيق قاعدة البقاء للأصلح، التي وصلوا هم من خلالها بكفاءة واقتدار، واستطاعوا من خلالها معرفة السّياسيّ ذو الحقّ في الاستمراريّة من عدمها...، ويتمّ تغيير ذلك السّياسيّ كذلك فوراً حال تقصيره أو نضوبه، ولأنّهما لا يلويان لشيءٍ قبل الوطن؛ فإنّهما لا يتوانيان في إقالة جهازٍ كاملٍ توالت هزائمه وأحياناً يقيلانه ويحاسبانه عند أوّل هزيمة له فيما لو كانت خطيرة ومؤثّره...، ماذا لو أنّ هزّاع ووصفي بيننا الآن وهناك وزير لا يُحقّق سوى فشلاً تلو فشل...، وحكومة لا تُنجز شيئاً...، والفشل والانهيار صارا نتيجة حتميّة بسبب مسئولين لا يعرفون سوى ردَّ الجميلِ لمن جاء بهم (حكّلي وحكلك)، ورغم ذلك كلّه؛ فالكلُّ باقٍ ولا أحد يبارح مكانه أو منصبه...؟!
لقد كان معيار هزّاع ووصفي في إدارة الأوطان هو البقاء للأصلح فتحضر القوانين المُنظّمة فيتسيّد النّجاح كلّ شيء، ومعيارنا في إدارة الأوطان أضحى البقاء للأصلع فتغيب القوانين المُنظّمة فيتذيّل ذلك النّجاح كلّ شيء...؟!
هل لنا أن نوجد هزاع ووصفي في كلّ مجالات حياتنا ومؤسساتنا؟ أقول نعم...؛ وبثلاثٍ فقط وهي:
1- انشروا العلم الغائب منذ زمن عن مضاربنا.
2- طبّقوا القوانين بأعينٍ حمراء وليتها تكون عمياء.
3- اخلطوا القطعات وغيّروا الجالسين على الكراسي (التّغيير هو الحياة وسرّ النّجاح).
ولنعلم أنّ وصفي الذي جاء به هزّاع ومنحه الفرصة السّياسيّة في إحدى وزاراته؛ هو نفسه وصفي الذي حقّق الكثير للأردنّ، وحافظ على كيانه وهويّته لغاية هذه اللحظة التي نفخر وننعم به ونعيش...، لنبحث عن وصفي في حوارينا وأزقّتنا وكلّ شوارعنا، ولنعطه الفرصة مثلما فعل هزّاع الذي ظلّ يبحث حتّى وجد ضالته، إذ لم يقل لنفسه بقاء الحال هو أحسن حال...، ولو فعل؛ لما جاء وصفي ونأى بالأردنّ عن المخاطر والتّهديدات التي كانت تحفّه من كل جانب ولا نبالغ إن قلنا كادت تعصف به! فلله درّ وصفي وقبله هزّاع...!
لنبحث إذن عن وصفي وقبله عن هزّاع...، فالأردنّ إن أردنا مليءٌ بألف وصفي وألف هزّاع...، لكن...؛ من يبحث بصدقٍ وإخلاص وبنيّة صافية همّها الوطن وكبريائه، ولديه القدرة في أن يمنح الفرصة، أو يؤثر غيره على نفسه...؟؟؟!!!