أمن عام وعام أمن
أمن عام وعام أمن
أجود عتمة
جميل ان يتحرر كل منا من عُقَدة الانا والعدسة السوداء كمنظور في تحليل مشهد الحياة وقراءة تفاصيلها وعُقدها وتقييم اداء شخوصها افراد وجماعات ، والاجمل فينا ولنا ان نرتقي الى مراتب شكر الآخر المتميز والتفاعل معه كسبا لعمل جماعي لخدمة المجتمع والنهوض به لنبقى مجتمعين على اختلاف مواقعنا ومسؤولياتنا اداة بناء واعمار بحكم المسؤولية الادبية والوطنية وكذلك الانسانية ، والاعتراف بالآخر وقيمة دوره وثمرة جهده وهيبة حضوره لاينقص ذرة من رونق صورتنا في اطار صورة الاخر بل تتكامل لتشكل اللوحة الاجمل في المشهد الانساني والوطني .
وتملي هذه القناعة ضرورة ان اقف مثمنا ومقدرا الجهد الاميز والدور الراقي لجهاز وطني نحسبه نشا وتطور لخدمة الانسان الاردني والحفاظ على ماله وحياته وعرضه في بيته وشارعه ومؤسسته ، في فرحه وحزنه في صحته وسقمه في كهولته وطفولته ... . وزد ماشئت من التفاصيل لتجد تلازم دوره وتلاصقه يتطور تبعا لتعدد وتنوع تفاصيل معيشتنا .
جهاز الامن العام محل ثقة وتقدير كل من يعتنق رؤية الانصاف وحيادية التقييم وموضوعية التقدير . ومرتباته من مختلف الرتب تأسرنا بخلق تعاملها ورفعة ادائها وسمو نظرتها الى خارطة الوطن ومكوناته الجغرافية والديمغرافية ليبقى ألقها يضيئ حدود المكان والزمان . وآن لكل منصف ان يعلن ما تخبئه الصدور من اعترافات بان هذا العام كان للامن العام ميدانا جديدا واستثنائيا اختبرت فيه طاقات وقدرات مرتبات جهازه الفنية والنفسية والمعنوية , بالرغم من استثنائية وقسوة الظروف وتعددها وتنوعها . فرسم خلال ثلاثين اسبوعا نموذجا لم تألفه حتى المجتمعات الاكثر تطورا , بل فوجئت اطراف متابعة كثيرة بكيفية مواءمته بين الضرورات الامنية ومستلزماتها وبين هيبة حقوق وكرامة الانسان الاردني في حقه الطبيعي والدستوري بالتعبير عن رايه بالطرق السلمية المشروعة . ولا اغالي او اجامل اذا قلت : كان وما زال ضباط وافراد جهاز الامن العام وفي ظل الاحداث الاخيرة من اقوى وارقى نماذج الاجهزة الامنية في ادبيات رؤيتها للاحداث والتعامل مع القائمين عليها .
الفريق الركن حسين المجالي قائد هذه المؤسسة الراقية بكل ماتعنية هذه المفردة , يبني موذجا غير مسبوق في مشهد العلاقة بين رجل الامن وطرق تعامله مع الاحداث وبين المجتمع الاردني , لتصبح العين الساهرة عينان , عين على ضرورات الامن واستدامة نمو ادواته لحماية المنجزات الوطنية والانسانية من خبث العابثين بها , وعين على المجتمع ومكوناته نحو ديمومة عيشه آمنا على نفسه وماله وعرضه وتنعمه بمكتسبات الحرية والديمقراطية , سعيا لاستمرار نموذج الدولة الآمنة التي يشارك في بناء الهرم الآمن فيها بمحركات المسؤولية المشتركة جميع افراد وجماعات ومؤسسات الوطن وهم يرتكزون على جوامع وثوابت الوطن لتبقى سلامة جسم السفينة هدف كل راكب فيها والاخذ على يد من يحدث الخرق مسؤولية جماعية فضلا عن مسؤولية جهاز الامن الفنية والتقنية .