د. احمد ابو غنيمة يرد على د. المبيضين: نفتدي الوطن بحق حين نكون صادقين معه أولا وأخيراً !!!!


 

في مقارنة غير منطقية البتة ، ولا تحمل من معاني احترام ذكائنا من استاذ جامعي يدرّس في اعرق جامعتنا الأردنية في قسم التاريخ ، جاء مقال الدكتور مهند مبيضين على احد المواقع الإلكترونية بعنوان " الشيخ حمزة والمعلم مصطفى: بين الكرك ظهر الخميس وعمان في جمعة القسم " !!!!

 بدا لي والدكتور مهند غارقاً في توصيفاته بحق المطالبين بالإصلاح في جُمعة القسم التي جرت ظهيرة يوم الجمعة الموافق 29/7/2011م، وكأنهم آتون من كوكب آخر ومن بلد غير الأردن، فالإتهامات التي ساقها الدكتور مبيضين بحق هؤلاء ومحاولة مقارنتهم بالمناضل الاستاذ مصطفى الرواشدة في كلمته بحضرة ملك البلاد في الكرك مقارنة ليست في مكانها ، لأن الأستاذ الرواشدة في كلمته بحضرة الملك لم يخرج عما طالبت وتطالب به قوى المعارضة من ضرورة المضي قدماً في الإصلاحات السياسية والدستورية التي يتطلع إليها شعبنا الأردني الوفي !!!!

د. مبيضين لم يتواني عن اتهام المعارضة وبالتحديد الحركة الإسلامية بأنها غلّبت مواقفها الحزبية على تعظيم قيمة الوطن !!! هل من المعقول أن يغفل استاذ جامعي بمكانة الدكتور المبيضين عن التاريخ الناصع للحركة الإسلامية في الأردن منذ تأسيس الأمارة ومروراً بالمملكة حتى وقتنا الحاضر !!!

لست في معرض الدفاع عن الحركة الإسلامية في وجه الاتهامات التي كالها د. مهند في مقاله، فالحركة لها رجالها واطرها القيادية القادرة على توضيح جُلّ مواقفها وتحركاتها في الساحة السياسية الأردنية.

ولكني أجد نفسي مضطراً للحديث بصراحة مع الدكتور مبيضين، لتذكيره بأن المعارضة السياسية في الأردن وفي مقدمتها الحركة الإسلامية لم تتوانى في أي لحظة من اللحظات الحاسمة في تاريخ أردننا العزيز أن تقف موقفاً ينحاز للوطن في الملمات والحوادث التاريخية المفصلية التي كادت تعصف به في غابر الأيام والأزمان.

أما ما يثير الإستغراب حقاً في مقال الدكتور مبيضين فهو اتهامه الواضح والصريح للحركة الإسلامية ولقوى المعارضة التي شاركت في " جمعة القسم " ان فلسطين كانت غائبة عن تلك الفعالية !!! إذا كانت الحركة الإسلامية تتحدث عن الهم الوطني الأردني فهل أصبحت هذه تهمة بحقهم ؟؟ وإن غابت فلسطين – وهي لم ولن تغب – عن تلك الفعالية فهل المسيرات التي تُسيّرها الدولة تعهدت بتحرير فلسطين من الغاصبين الذين وقعت معهم الدولة معاهدة الشؤم والعار في وادي عربة !!!!!

إن تحدثت المعارضة عن فلسطين يتم اتهامها فوراً بانها لا تولي الشأن الأردن الإهتمام الكافي !!! وإن لم تتحدث عن فلسطين كما زعم الدكتور الفاضل فتلك نقيصة بحقها !!!!!

يعيب الدكتور المبيضين على الحركة الإسلامية تحالفها مع النظام وتمتعها بخيراته وحرياتهم دون غيرهم !!! وغاب عن الذاكرة أن الحركة الإسلامية كانت ولا زالت من أقل التنظيمات السياسية في الأردن التي حضيت بخيرات النظام على مر السنوات، فيما كان الذين يطلب الدكتور المبيضين من الحركة الإسلامية أن تعتذر منهم لأنهم لم ينالوا الحرية التي نالتها الحركة الإسلامية يستأثرون بالمناصب الحكومية حكومة إثر حكومة منذ زمن بعيد، ولنا في المناضلين السابقين في الحكومة الحالية خير دليل على من تمتع برعاية الدولة وخيراتها ومن لم يتمتع بتلك الرعاية والخيرات !!!

 ويتحدث الدكتور المبيضين عن كرامة الوطن وكأن الذين أهدروها هم الحركة الإسلامية !!! وأباحوا خيراتها لمن هب ودب !!!!

ويحق لي أن أسأله : أين كرامة الوطن التي ضاعت على مذبح الفاسدين والنهابين الذين استباحوا خيرات بلادنا والبعض يصفق لهم ؟؟؟

أين كرامة الوطن والمواطن الذي صحا ذات صباح على رقم مهول لمديونية الأردن التي وصلت إلى 17 مليار دينار ؟؟؟

أين كرامة الوطن والمواطن حين يتم تزوير إرادة الشعب مراراً وتكراراً ونجد بعد ذلك من يشيد بنزاهة الإنتخابات ؟؟؟؟

أين كرامة الوطن والمواطن ودماء الشهداء الأردنيين الأبرار في فلسطين وعلى أسوار القدس لم تُصن ولم تحترم بتوقيع الأردن الرسمي معاهدة وضعت أيدي من وقعوها بأيدي من أسال دماء شهدائنا وجرحانا ؟؟؟؟

أين كرامة الوطن والمواطن في الصفقات التي مارستها السلطة فبيعت مقدرات بلادنا شبراً شبراً وشركة شركة دون ان ترف لهم أجفان او ينبض لهم قلب ؟؟؟؟

الوطن يا عزيزي د. مهند لا يُفدى بالكلمات ولا بالهتافات ولا بحمل السيوف والخناجر والسكاكين ولا بتجييش فئات من الشعب على بقية الشعب، الوطن يُفدى حين نكون صريحين مع انفسنا اولاً فلا نتجاوز التاريخ، ولا نتلاعب بالكلمات فنطوعها كيفما شاءت أهوائنا ....

نفتدي الوطن بحق حين نكون صادقين معه أولا وأخيراً ...