وسط عمان



زيارة القبور في المناسبات لا تحيي الموتى، لكنها تذكر بهم وصيانتها لا تغير حالا طالما استمرت عرضة لعبث العابثين، والحال نفسه يكون من زيارات المسؤولين للمرافق بمجمل انواعها واهميتها، فقبل الرزاز زار مستشفى البشير معظم رؤساء الوزراء ووزراء الصحة السابقين ولم يتغير الحال كثيرا إن لم يكن للأسوأ، واكثر من ذلك ان الملك زار المستشفى وكانت المصاعد معطلة واستمرت كذلك بعد الزيارة، ولم يعد معلوما لم لا تنفذ الإيعازات وقد اوعز الرزاز امس بالكثير.
علق الزميل علي سعادة في منشور امس على زيارة الرئيس لوسط عمان، واشار الى ان وسط البلد اكثر من كشك ابو علي وحلويات حبيبة ومطعم هاشم، وذكر مواقع لا تقل اهمية ولم يزرها الرزاز ومن سبقوه ايضا بذات النشاط، وليس خافيا هدف زيارة مسؤول لوسط البلد، والتقاط الصور عند الكشك، او غيره طالما انها لا تقدم ولا تؤخر وتبقي الحال على ما هو عليه، والفرق اليوم ان الرزاز ليس ممن يبحثون عن الشعبية فلم فعل ذلك.
ولا يعني الايعاز بتطوير كشك ابو علي ان الثقافة محل رعاية او ان الشعب سيسعى للقراءة اكثر، ثم ان الكشك تم تطويره من قبل ولم يزد الاقبال وانما تراجع وذات الحال لصاج الفستق في دخلة سوق الذهب لصاحبه النيجيري الشهير لما اعيد تصميمه، والمعنى في المثل الشهير "ما هكذا تورد الابل"، واكبر مثال على اهمال وسط البلد حال سبيل الحوريات المحاط بحاويات القمامة وحال ما يحيط بالمسجد الحسيني ووصولا الى ساحة النخيل.
لا 100 يوم ولا ألف تكفي لمعالجة ما افسده الدهر في عمان، والقصة ليست مرافق وحسب وانما هي في الواقع غياب البرامج والخطط في التعامل معها، ويمكن لوسط عمان ان يكون جنة للسياحة بجهود حقيقية من الامانة، وليس جراء زيارة الرئيس له، وينطبق الامر على مجمل مهام الحكومة.