لعب الطفل بالهواء الطلق.. ينمي المهارات بعيدا عن التكنولوجيا #الغد

اخبار البلد 

 

لا شك أن اللعب في أي مكان يحقق التسلية والمتعة للطفل، لكن اللعب في الهواء الطلق له فوائد جمة يؤكدها الخبراء والأطباء، ففيه الحرية أكبر، إلى جانب استنشاق هواء الطبيعة النقي.. بعيدا عن أجواء المنازل المعتادة.

يجلس الطفل خالد (10 سنوات) ساعات طوالا أمام شاشة التلفاز، وينتقل فيما بعد لألعاب الفيديو، أو لمشاهدة برامج الأطفال عن طريق الإنترنت، وهذا مؤشر على أن الحركة الجسدية لديه تكاد تصبح "معدومة"، خصوصا وأنه لا يمارس أي نشاط رياضي أو ترفيهي غير ما ذكر، إلى جانب تناوله الطعام الذي يتخلل فقرات اللعب على أحد الإجهزة الإلكترونية.

لا شك أن هذه السلوكيات غير صحية، تنبه لها الوالدان مؤخرا، ويعلمان آثارها السلبية عليه، وعليه بدأ كل منهما بالتفكير في كيفية استبدال هذه السلوكيات للتخلص من الكسل والوحدة المسيطرة عليه.

يستذكر والد خالد طفولته الجميلة، التي كانت تضج بصوته وصوت أصدقائه في "الحارة" وضحكاتهم المتعالية، وخفقان قلوبهم من شدة اللعب واللهو والركض.

ويرى أن ولده خالد، لم يعش أحداثا أو مواقف "ستصبح" ذكريات في حياته.. يمكن أن يحدث أبناءه عنها في الكبر!

وحول ذلك، يؤكد التربوي د. محمد أبو السعود، أن ثمة أسبابا وراء اضطراب الأطفال، من بينها قلة الوقت؛ إذ يعيش أطفالنا حياة مليئة بالمواعيد تماماً، مثل ذويهم الذين لا يملكون وقتا كثيرا لتخصيصه لأولادهم، والإشراف على لعبهم أو اصطحابهم لأماكن ترفيه في الهواء الطلق.

ويعلل "ولأن وسائل الإعلام باتت تبث السوء الموجود في الشارع أو "الحارة"، لكثرة القصص وجرائم الخطف والمخاطر التي من الممكن أن تلحق بالطفل، فبالتالي اتجهت العائلات لمنع الطفل من الخروج أو اللعب في "الحارة"، والاحتكاك مع أقرانه، ما جعله "سجين" غرف الصالات وأجهزة الحاسوب والآيباد".

ويضيف "فحرم الأهل أبناءهم اللعب خارجا، وحمل الذكريات الجميلة المليئة بالتسلية واستشناقهم الهواء الطلق أثناء اللعب".

ويوضح "الهواء الطلق قد يكون أفضل مكان يتعلم فيه الأطفال الصغار بعض المهارات الحركية. ففي الفناء الخارجي للمنزل أو الحديقة العامة، يتعلم الطفل الركض، والقفز، والوثب، إضافة إلى المهارات الرياضية، مثل: رمي الكرة وضربها والتقاطها. كما يستطيع الطفل إنجاز بعض المهارات اليدوية مثل: دفع الأرجوحة أو شد الحبل أو رفع الأغراض عن الأرض، وغيرها".

ويتكلم دكتور الطب العام د. مخلص مزاهرة، أن اللعب في الهواء الطلق يعني الركض وفقدان سعرات حرارية والنشاط وتحريك العضلات والمساعدة على نموها، مما يحول دون البدانة، وخطر التعرض لمرض القلب، وتصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم.

ويؤكد أن اللعب في الهواء الطلق بتحريك الجسد ومشاركة الأصدقاء يساعد على نمو الدماغ بشكل سليم، وتحسن في إفراز الهرمونات التي تجلب السعادة، حتى أنها تقيهم من الإصابة بأمراض عدة.

ويؤكد اختصاصي علم الاجتماع، د. محمد جريبيع، أن اللعب خارج المنزل له فوائد جمة، تشمل التطور الاجتماعي والعاطفي، فعند التواجد في الهواء الطلق، يميل الأطفال إلى ابتكار الألعاب، وبالتالي التعبير بصورة أفضل عن أنفسهم والتعرف إلى العالم بطريقتهم.

ويشير إلى أن الأطفال يتحررون من فكرة "السيطرة عليهم"، بأنهم لا يفارقون جدران غرفهم، أو غرف الصالات، لأن اللعب خارجا يحتاج إلى رفيق، وعليه يصبح الطفل اجتماعيا أكثر، ومحبا للآخرين والمشاركة، وهذا يعني اكتسابه مهارات جديدة تنمي شخصيته وثقته بنفسه.

ويلفت إلى أن لعب الأطفال خارج البيت، يعني تجارب ومعارف جديدة أيضا، كرؤية الحيوانات والطيور، حتى مشاهدة دودة الأرض والتعرف على الحشرات وسماع أصوات أكثر جميعها تجارب ستؤثر إيجابا على حياة الطفل مستقبلا، وبشكل إيجابي.

ويضيف "حتى الخطأ الذي يقدم عليه الطفل، يتعلم منه، وسيصبح في رصيد خبراته وتجاربه التي ترشحه لمستقبل جيد، ونجاحات في العلاقات الاجتماعية إن تم توجيه ومتابعة الطفل بشكل صحيح".

ويؤكد اختصاصي علم النفس، د. موسى مطارنة، أن اللعب في الهواء الطلق يمنح الطفل الشعور بالراحة والاستقرار، وكأنه يتخلص من الكآبة، فجميع الطاقة السلبية والمشاعر النفسية السيئة تذهب من خلال اللعب واستنشاق الهواء والركض والصراخ، عدا عن الاحتفاظ بذكريات طفولة جيدة، وهذا يجعل الطفل رجلا أو سيدة لهما ذكريات صحية وجميلة.