إنت فين والحب فين


كنتُ بصدد الذهاب الى طبيب نفسي للعلاج من كثرة التوتر التي تجتاحني منذ اسابيع. لكنني خشيتُ أن « أعقّده «، وأجعله «يطفش» من عيادته،بحثا عن حل لمجموعة المتاعب التي سببتها له.
مشكلتي أنني لا أطيق «العوَج»، وقبل سنوات قال لي أحد المسؤولين أنت تعيش في جمهورية أفلاطون،يقصد أنني «مِثالي».
شخص آخر قال أنني «حالم»، وأن الواقع أقسى من أن تحتمله أعصابك. ونصحني أن أكون «ذئبا « وأن «أُكشّر عن انيابي».
أي أُصبح «غَضنفَراً «..
أحد الخبراء، وصف الأعصاب بـ «فرامل السيارة». وهي تحتاج الى «زيت بريك» و «زيت كلاتش»،حتى لا «تهوّر « بك بـ» وادٍ غير ذي زرع».عندها تجد نفسك تردد اغنية أُم كلثوم «ايه يفيد النّدم».!
من المفروض، أنني «كائن عاقل».
هذا المفروض. والعاقل، طبيب نفسه. يُعالج ذاته بذاته.
علاجي بالحب. وأنا منذ زمن أسكن في غرفة الحُزن.
اغلب الناس ينظرون الى الحب والمشاعر، نظرة «دونيّة». و»يستهزئون» من كل من يتحدث عن القيم والمبادىء والمُثُل العليا وحتى المتوسطة. ولا أدري هل حياتهم المليئة بـ «السرْبَعَة» أفضل؟
أُريد أن أشرب قهوتي على مهل
وان اسمع فيروز دون ان «يزاحم» مزاجي أحد.
أريد ان « أغرّر « بزهرة دون أن أجد من يطلب مني أن «أقطفها» بسرعة.
عندها، قد أشعر أنني «أغتصبتُ» رائحتها «البريئة».
أريد ان أستسلم لثرثرة الأصدقاء، دونما «مقاطعة» من «حشريين» و «فضوليين»، ممن اعتادوا «التلصّص» على همساتنا.
بالمناسبة، أكتشفتُ أن « أكثر عضو يعمل لدى المتلصصين و الجواسيس «آذانهم». هم كائنات «بآذان فقط».
أريد أن أتأمّل زُرقة السماء.. بهدوء. وأن أفرك الغيم، بأصابعي المُرْتجفة، دون أن أصطدم بنجمة.
أريد..
كل شيء
فقط..!!