سمير الحياري يكتب : الرأي لكم ولنا ..
انتقالنا من طابق إلى آخر في «الرأي» لن يزيدنا إلا إصرارا على خدمة الأردن والناس والمهنة .. وعمرنا الصحافي في «الرأي» الذي بدأ نهاية السبعينات لن يكون الا تجربة لإضافة لبنة على ما بناه الزملاء الإجلاء في المؤسسة .
الصحافة مهنة مقدسة بالنسبة لمن يتخذها رسالة ولا يمكن القبول بغير صدقية الكلمة وقدسيتها وأهمية الحرف وخطورته ودور الصحافي كشف الحقيقة وتقديمها بمسؤولية للقاريء.
وإذا كان الفهم التعريفي الأكاديمي للصحافة انه مجموع الوسائل التي تُنتج وتحلل وتنشر الأخبار التي تهم الأحداث الجارية، والقيام بادوار الإعلام والتوجيه والتأطير وكذا التسلية والتثقيف والتنوير فإن المسؤولية الوطنية والدفاع عن الحريات ديدن مهم لطريق المستقبل والتأسيس لصفحة جديدة على الصعيد المحلي ...
سمعنا من جلالة الملك بصورة مباشرة كيف يريد لصحافتنا أن تكون وفي كتب التكليف السامي للحكومات المتعاقبة كان للإعلام الفصل الخاص وما كادت وزارة إلا مؤكدة على تنفيذ الرؤى والتوجيهات لكنها اصطدمت كثيراً بواقع المصلحة وغياهب تغليب الذات على المصلحة الوطنية العليا والمهنية الرفيعة التي نتمناها كصحفيين ومواطنين في آن معاً.
«الرأي» لا يختلف اثنان أنها بحاجة إلى سقف من الحرية والمسؤولية المهنية والسياسية ، لكنها بحاجة أيضا إلى تبويب جديد وإخراج يليق بمكانتها لصفحات المواد الإخبارية والإعلانية وشكل الحرف وحجمه وكاريكاتير متميز وصورة خلاّقة وتقرير رفيع وخبر وتحقيق ومقالة ومتابعة وتحليل للشؤون كلها ، وتحتاج إلى تضافر الجهد والعمل بروح الفريق الواحد وإدامة الصدارة وزيادة جرعات التدريب والتعليم المستمر واللغة المعاصرة والبحث والدراسات ورقياً والكترونياً..
الملاحظات والنواقص كثيرة وتحقيقها لا يحتاج إلى معجزة أو سحر أو شعوذة أو «فك رصد» بقدر ما هي إلا نية صافية وتفهم لطبيعة العمل الإعلامي ودوره بعيداً عن آليات مضى زمانها وطرق ولّى عهدها فنحن اليوم أمام سيل جارف من الصحافة الالكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي والسياسي والصورة والفيديو والرسم والفنون المختلفة والمحطات الفضائية والإذاعية ووسائل الإعلام المتطورة ، وما عاد الانتظار يفضي إلى نتيجة غير التقاعس والتخلف والتراجع وهو ما لا نرضاه لمؤسسة دخلناها قبل انتهاء العقد الأول لأول عدد منها وهانحن نقف أمام مسؤولية كلفنا بها على بدء أبواب العقد الخامس من عمرها المديد نعرف كل خباياها وكنا شركاء رضينا أو أبينا في جزء من مجرياتها .
الزميلات والزملاء في الرأي من تحريرها إلى إدارتها وعمالها وكافة موظفيها وقراء حرفها متوثبون ومتحمسون فيما أظن يريدون النهضة والتغيير والتطوير والإخلاص لمصدر حياتهم والعمل بروح التفاؤل وطي صفحات الماضي مقدرين وأنا واحد منهم لكل من أعطى أصاب أو اخطأ ..
لن نتثاءب ولن يغلبنا النعاس في عدد من أعداد القادم من الأيام لكننا سنحاول معاً رسم صورة الوطن والناس بهمة أهل الرأي .. في صحيفتكم العربية الأردنية كلها والـ «جوردان تايمز» و«حاتم» المطبوعة الجميلة ومركز الرأي للدراسات وإدارات المؤسسة الأخرى والدوائر والأقسام الرديفة وأولها التوزيع والإعلان ..
وكل عام وانتم بخير