"الضرب تحت الحزام"



خسارة "فيسبوك” و”تويتر” عشرات مليارات الدولارات خلال أسبوع ليس خبراً عادياً، ولعلّه إشارة حاسمة إلى أنّ وسائل التواصل الاجتماعي بدأت تفقد بريقها، بل أصبحت عبئاً على الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في مختلف أنحاء العالم.
فمن انتهاك الخصوصية للأفراد، والاستعمال التجسسي، والتجارة بالمعلومات عن الناس، إلى سوء الاستخدام اللاخلاقي للتشهير بالخصوم والاعداء، ونشر الاخبار الملفقة، والصور المفبركة، بدا وكأنّ الفوضى تسود هذا العالم الاعلامي الجديد الذي انقلب من وسيلة شعبية ثورية تُبشّر بالقضاء على الاعلام التقليدي إلى خلط للحابل بالنابل أربك الجميع.
الأردن ليس بعيداً عن هذه النتيجة، ولعلّه يمثّل انموذجاً لهذه الفوضى المدمّرة، فالاخبار الملفقة والصور والفيديوهات المفبركة تملأ شاشات الكمبيوترات والهواتف الذكية، ويتعرّض الكثير من الشخصيات العامة إلى حملات تشويه واغتيال سمعة تبدو وكأنّها لا تستثني أحداً.
"الضرب تحت الحزام” هو العنوان الرئيسي لوسائل التواصل الاجتماعي، ومجرد نشر خبر ملفق أو صورة مثيرة مفبركة يأتي الانتشار كالنار في الهشيم، ومن الواضح أنّ قانون الجرائم الالكترونية سيجد الكثير من المؤيدين الذين يستندون إلى أسباب موجبة.